حوار جريدة الزمان

– August 4, 2015

عودة إلى جائزة البوكر

الرواية الناجحة تبدأ من الواقع –

من منا لا يهتم او يقدس العمل الادبي بشكله العام ، فكيفما لوكان هذا العمل الادبي ناجح بكل المقايس العالمية والعربيه !!

فلنتحث قليلا عن جائزة البوكر السنويه ..

“البوكر ” تعد من اهم الجوائز الادبيه للاعمال الروائية حصرا ، تم اطلاقها في ابو ظبي ابريل 2007 بالتعاون والتنسيق مع مؤسسه البوكر البريطانيه ، ومؤسسه الامارات بتمويل من هيئة ابو ظبي للسياحة والثقافة والتي تقام من كل عام .. تكتمل مقايس المسابقة بوجود ” لجنه الحكم ” والذي تم اختيارهم من النخبه ( النقاد ، الكتاب ، الاكاديمين ) اختيروا بحسب الكفاءة والمستوى هذا ويتم تغيرهم من كل عام للحفاظ على مصداقية الجائزة ومستوها التقديري .. القائمة الطويلة اولا تتبعها القائمة القصيرة تترشح من خلالها (6_10) روايات لكتاب من مختلف دول العالم يتم اعلان الفائز بعد اعلان القائمة القصيرة تكافئ الست روايات المرشحة بمبلغ 10.000 دولار اميريكي والفائز بالمرتبه الاولى يفوز بمبلغ 50.000 دولار امريكي اضافي ، فضلا عما سيجنيه من ربح معنوي “الشهرة ” ناهيك عن الترجمة والتي بدورها ترفع من مردودات البيع والشراء ..

كشفت البوكر لهذا العام عن قائمتها القصيرة المرشحة لنيل الجائزة العالميه لعام 2015 ، شملت 6 روايات صدرت في العام الماضي ينتمي كتابها لأكثر من دوله عربيه … تجلى نجاحها من خلال تقديم عوالم فنيه عبر تقنيات فعاله للعثور على ايقاع كتابي هادئ لتاريخ بالغ الهول والصخب وهذا ما نراة في ” طابق 99 ” او حينما يجد الروائي نفسه معادلا فنيا للقسوة التي يطبقها على المجتمع ضد المكونات الاكثر ضعفا كما يفعل الكاتب في ” ممر الصفصاف ” وعندما ينجح الروائي في تحدي السرديه المفردة حول قضيه ما بتقديم النقيض الاكثر ثراء كما في ” حياة معلقه ” وهناك من يرسم الانصهار الذكي للشخصيات مع خلفيات ثقافيه متنافرة بينما هي تتماثل في اطار الروايه ” الماس ونساء ” هذا فضلا عن الابداع الذي حمل نمنمات النفس البشريه في الصراع والصرامه المقدسه كما يؤتيكم في “شوق ألدرويش ..

بقيت واحدة !! نعم

انها الطلياني !! ، الفائزة بالبوكر لعام 2015 لم ادرجها ضمن قائمه الابداع وما تجلى بها على اعتبارها الفائزة وسنسلط الضوء عليها لنتعرف على ابرز المقاييس المتبعه للفوز !!

استهل الروائي ((كاظم الشويلي)) الحديث : منح الربيع العربي الكثير من الفوضى الفكرية والثقافية لعالمنا العربي وربما ان الحسنة الوحيدة التي تحسب لهذا الربيع المشبوهة نواياه هو تدفق السرد دون رقابة او محظور فسنحت الفرص قبالة الكثير من الكتاب للتعبير عن الاجواء السياسية التي كانت ولازالت تعيشها مجتمعاتهم المنكوبة والمسوّرة بإقفال الانظمة المستبدة لذا نرى ان الروائي شكري المبخوت قد عبر عن مشاهداته للمجتمع التونسي من خلال مقالاته النقدية ايام سلطة الرقابة لان المقالة تعتبر اقل افصاحا عما يريد قوله وبذلك تمكنه الهرب من اعين ألرقيب لكنه وبمجرد سقوط اوراق الحكومات العربية وحلول الفوضى ألشاملة حتى نجد ان المبخوت قد اقتحم عالم الرواية بكل ثقة نفس ورؤية واضحة لما يكتبه من خطاب يقدر ان يخطف به الاضواء ويتنزع البوكر العصية على الكثيرين يقول المبخوت “كان يمكن أن اعبر عن مشاعري عن تلك الفترة في عمود صحفيي ولكن بدلا من ذلك وجدت ان الشكل الافضل للتعبير هو عن طريق كتابة رواية لقدرة الكتابة الروائية على فهم ألتناقضات والتغيرات والاضطرابات” لقد سمحت هذه الفوضى بالتحرر والانعتاق ليستطيع ان يؤرخ حقبة من التاريخ التونسي من خلال بطله عبد الناصر وان يوثق انقلاب “بن علي على “بو رقيبه ” جميع النقاد اشادوا برواية الطلياني المتينة والغائرة في عمق الجرح العربي لكن رغم ذلك وبعيدا عن تقيم اللجان المكلفة يبقى للنقاد والمهتمين والمتلــــقين رأيهم المهم والذي لم يعلنوا عنه الى الان…

“الروايه الناجحة هي التي تبدا من الواقع ولا تنتهي اليه ” وما حدث مع الطلياني هو العكس تمام ، فضلا عن الحضور الثقيل الذي صاحب المؤلف وتناقض مفردات الاحداث حاول المبخوت ان يكتب الشخصيات والاحداث التي عاصرها في قالب تخيلي قد تكون هناك عناصر او مقومات اقناع فيه هو لا فينا حسب خطاب أللجنة فلنجزا ما نريد قوله من حيث \الشكل اولا \ روايه خالية من الابداع والشعرية كتبت بلغه بسيطة غير معقدة اشبه ما تكون بالتقريرية السردية توالت فيها الاحداث بشكل رتيب كما وتوحددت فيها الاصوات لم نعثر على اي حوارات استثنائية هذا من جهة ومن الجهة الاخرى دور الراوي !! الذي يعرف ادق التفاصيل حتى مع زوجة البطل وسلوكيات حياتهم في غرفة النوم!!

اما من حيث ألمحتوى فانها تقدم لنا سيرة البطل اليساري “عبدالناصر” ومسيرة النضال المنهكه في ضل نظام بورقيبه بسرد يتجاوز الــ350 صفحة ومن ثم انحدارة لطريق الصحافة ليعمل صحفيا ومن هنا يبدا توالي الاحداث السياسيه والصراعات الفكريه للمجتمع التونسي .. بين من خلال روايته تناقضات المجتمع التونسي من حيث انهم مصابون بالهوس الجنسي كما جاء في شخصيه

* “زينه ” المغتصبة من شخص مجهول لا تعلم اهو ابيها ام اخيها !! على الرغم من ذلك فهي محبة للرجال على عكس ما هو مفترض فعند مشهد دخول امن الجامعة لفض المظاهرة التي قام بها الاسلاميون هجموا على زينة التي احتمت بظهر عبد الناصر وبعد ان طرحوه ارضا القى الطلياني بنفسه على زينة لحمايتها من هروات الامن تاركا ظهرة لهم فما كان من زينة إلا ان تقوم بسحبه وتنهال بتقبيله تحت ضل الضرب متناسين ما يحدث !! وفيما سبق حدث وان قدمت نفسها لصديقها الستيني الفرنسي اريك لولا انها كانت حائض !! فهل من سلوك عقلاني او نفسي يفسر ما حدث في ضل ما اشرنا اليه سابقا ؟؟

*عبد الناصر المغتصب وهذه هي مفاجئة الرواية النهائية حينما تذكر عبد الناصر كيف وللشيخ علاله (العنين ) الاعتداء عليه او حاول ذلك لإبراز رجولته

* نجلاء التي تصارع رغبتها في الرجال بعد الطلاق وانهيار حياتها الزوجية تقيم علاقه غير شرعية مع الطلياني ما يلفت النظر ذلك المشهد ريثما كانت تعلم زينه طرق الاغواء واظهار الانوثة لزوجها ولتبهر حياتهما !! لو انه جعل نجلاء مجبرة على فعل هذا الشيء لكان مقنع اكثر.

* ” للا جنينه ” زوجة علاله الشيخ التي تحب المراهقين ومن تولت بالاشراف الكامل على تدريب عبد الناصر جنسيا .. وانت تقرا هذة الروايه ستلاحظ انها عبارة عن مشاهد اباحية باستعراض بطئ جدا يمكنكم النظر في الصفحات التالية (224 ، 225 ، 226 ) كنموذج .فضلا عن محور القضية فاغلب الكلام السياسي الموجود في الرواية معدوم القيمة ولا يفسر الا انه حشو لملء الصفحات عدا بعض الحوارات بين سي عبد الحميد وناصر التي تكشف اهميه تلك الحقبة .

استهجنت فاطمة سعود (قارئه ) : قرأت رواية الطلياني لهذا العام وللسعداوي العام الماضي كلاهما تناولت الاسهاب والحديث عن الواقع السياسي وان اختلفت طرق السرد والمعالجة هنا يكمن السؤال الحقيقي هل المرحلة السياسيه تخيم بضلالها على الادب وتفرض طرح معين من اجل اختيارها كعمل روائي فائز ؟؟

تقول الروائيه ميسلون هادي : هناك عناصر تكاد أن تكون حاضرة في كل رواية منها قضية المرأة أو الوطن وبالتأكيد السياسة حاضرة أيضاً وبقوه لأن واقعنا العربي الراهن قد احتدم بشكل كبير بحيث فرض نفسه على أغلب الأعمال السردية الصادرة هذه ألأعوام وعند قراءتي لروايات عدة بعضها كانت مرشحة في القائمة القصيرة للبوكر مثل (الطابق 99) و(ألماس) وروايات أخرى جديدة مثل جوانتانامو ليوسف زيدان ومملكة الفراشة لواسيني فوجدت أن العامل المشترك بينها هي ألسياسة و ما تداعى بسببها من أهوال عانت منها بعض البلدان العربية والإقليمية ولكن مع ذلك لا أعتقد أن هذا الشرط هو الذي يحتم أن تحتل رواية معينة مرتبة الصدارة في الجوائز ألأدبية أو أن هناك شروط أخرى معينة تتعلق بالمحتوى لكي تصل رواية معينة للصدارة أو للقائمة القصيرة أفترض أن جدة العمل وجودته هي المعيار الأول والأخير لتأشير وتكريم عمل ما بين مئات الأعمال السردية التي تترشح للجائزة كل عام وهذا التقييم أو التكريم هو أهم ميزات جائزة البوكر التي تحتفي ببعض التجارب الراسخة التي لم تنل حظها الكافي من الانتشار.

ميسلون هادي

*جائزة البوكر ما اهميتها، وهل تعتبر الرواية التي تخوض المعترك السياسي هي في الصدارة دائما ومرشحة لان تفوز بالبوكر ؟؟

–  هناك عناصر تكاد أن تكون حاضرة في كل رواية منها قضية المرأة أو الوطن أو البيت،  وبالتأكيد فالسياسة حاضرة أيضاً وبقوة، لأن واقعنا العربي الراهن قد احتدم بشكل كبير بحيث فرض نفسه على أغلب الأعمال السردية الصادرة هذه الأعوام، ومع الأسف لم أقرأ رواية الطلياني لشكري المبخوت، والتي فازت بجائزة البوكر لهذا العام، ولكني قرأت روايات أخرى بعضها كانت مرشحة في القائمة القصيرة للبوكر مثل (الطابق 99) و(ألماس)، وروايات أخرى جديدة مثل جوانتانامو ليوسف زيدان، ومملكة الفراشة لواسيني الأعرج، فوجدت أن العامل المشترك بينها هي السياسة، و ما تداعى بسببها من أهوال عانت منها بعض البلدان العربية أو الأقليمية التي تتناولها تلك الروايات كالأحداث العشرية في الجزائر، وتداعيات الحرب اللبنانية أو القضية الفلسطينية، أو عواقب الحرب على العراق وأفعانستان، ولكن مع ذلك لا أعتقد أن هذا الشرط هو الذي يحتم أن تحتل رواية معينة مرتبة الصدارة في الجوائز الأدبية، أو أن هناك  شروط أخرى معينة تتعلق بالمحتوى لكي تصل رواية معينة للصدارة أو للقائمة القصيرة. أفترض أن جدة العمل وجودته هي المعيار الأول والأخير لتأشير وتكريم عمل ما بين مئات الأعمال السردية التي تترشح للجائزة كل عام.  وهذا التقييم أو التكريم هو أهم ميزات جائزة البوكر التي تحتفي ببعض التجارب الراسخة التي أهملها الإعلام، أو لم تنل حظها الكافي من الانتشار .

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

حوار منبر العراق الحر

القاصة والروائية العراقية الكبيرة ميسلون هادي بضيافة مقهى الماسنجر الثقافي منبر العراق الحر15-2-2025 يبقى الشيء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *