وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
الولع: عالية ممدوح
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بـأول رواية، في آذار 1967، وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ نشر سلسلة وقفات قصيرة، على حسابي في الفيس بوك، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو من ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات، وهي وفقات بسيطة ولا يمكن أن أدّعي أنها نقدية، خصوصاً أن بعضها قد يعود إلى منتصف السبعينيات حين كنت لما أزل في بداية العشرينيات من عمري. وستكون غالبية وقفاتي وليست جميعها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “الولع” (1995)، لعالية ممدوح (بغداد/ ؟).
عالية ممدوح اسم مهم ضمن أسماء الروائيين العراقيين. وهي إحدى أهم الروائيات تحديداً بينهم. روايتها “المحبوبات” حاصلة على جائزة نجيب محفوظ للرواية عام 2004. لها ثماني روايات والتاسعة في الطريق.
كما رأى إدوارد سعيد أن الكثير من خطاب الاستشراق رسم شرقاً غير الشرق الحقيقي، أجد الكثير من الروايات، وفي بعض روياتهم على الأقل، يقعون بمثل هذا الخطأ حين يرسمون غرباً غير الغرب الحقيقي. وعالية ممدوح تفعل بعض ذلك في روايتها هذه، ضمن الصور السلبية التي رسمتها للإنكليز.” من الملف الخاص بالرواية، ضمن ملفّاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.
“الفتيات الأجنبيات اللائي يعبرن الى غرف النوم بحركة أليفة. إنّهن لا يخجلن من أنفسهن كالعربيات، يستلقين دون فرجة، أو كلام كثير، وفي غضون ثوان نبدأ، بلا كلمات رنانة، ولا شارات خارقة، ولا أرى ذلك الشعور بالندم، أو سماع الحسرات. لكن الأجنبية لا تكشف عن مشاعرها تماماً. لا تتساءل عن المستقبل ولا عن طور العلاقة. كأن العلاقة موجودة في جيب السروال أو الفستان، وما أن تمد يدها حتى تلمسها فتسحبها الى الخارج. تفعل ذلك بلا تردد ولا فرح كبير، وإنما بصورة عادية، فاترة… ذلك الاشتعال الذي تتحدث عنه أمي لا وجود له هنا مع الأجنبيات، والبريطانيات بالذات.” من رواية “الولع”، لعالية ممدوح.