وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
عرزال حمد الصالح: عادل عبد الجبار
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بـأول رواية، في آذار 1967، وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ نشر سلسلة وقفات قصيرة، على حسابي في الفيس بوك، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو من ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات، وهي وفقات بسيطة ولا يمكن أن أدّعي أنها نقدية، خصوصاً أن بعضها قد يعود إلى منتصف السبعينيات حين كنت لما أزل في بداية العشرينيات من عمري. وستكون غالبية وقفاتي وليست جميعها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “عرزال حمد السالم” (1979)، لعاد عبد الجبار (؟/؟)
عادل عبد الجبار روائي وقاص وصحفي، أكثر ما عُرف بأدب الحرب الذي كتبه في الثمانينيات وبداية التسعينيات. فمن رواياته وقصصه، ربما لا تخرج من أدب الحرب غير رواية “في يوم غزير المطر في يوم شديد القيظ” الجميلة، ورواية “عرزال حمد السالم”.
من طريف ما نرصده في الرواية، وقلّما وجدناه في الرواية العراقية، شيء من البوليسية والتلغيز، كما هو حال القضية غير المصرّح بها في البداية، نعني قضية (مرهون)، ثم ما يمكن أن نسميها أسرار عالم (حمد السالم) ومرهون غير المشكوف عنها بعض الوقت، وهو الأمر الذي يُضفي، مع تواضع المستوى الفني للرواية، شيئاً من الشد والتشويق. من الملف الخاص بالرواية، ضمن ملفّاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.
“انتفض حمد السالم حين سمع تلك الضحكة التي تشبه صرير باب قديم.. كانت فوق رأسه تماماً.
“- ارمها يا حمد السالم ولا تحاول شيئاً.
“- رمى حمد بندقيته ونهض ببطء:
“- مرهون؟
“- نعم مرهون يا حمد السالم.
” قال حمد بحقد:
“- كلب..!
“ثم سمع صوت صلال:
“- الحجر الذي لا يعجبك يشج راسك يا حمد السالم.. حاول أن تمس مرهون وسأزرع صدرك بالرصاص.” من رواية “عرزال حمد السالم”، لعادل عبد الجبار، ص402.