عن رواية الأنهار

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


الأنهار: عبد الرحمن مجيد الربيعي
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “الأنهار” (1974)، لعبد الرحمن مجيد الربيعي (الناصرية/ 1939).


عبد الرحمن مجيد الربيعي أحد أقطاب القصة والرواية العراقيتين، لاسيما في الستينيات والسبعينيات. له العديد من الروايات وأشهرها “الوشم”، والعديد من المجموعات القصصية وأشهرها “السيف والسفينة”.


“(الأنهار) رواية شخصيات، وهناك خمس منها رئيسة. لكن الرواية ترتكز، في أحداثها وأفكارها وفي مغزاها وفي وجهة النظر المهيمنة فيها والتي من الواضح أنها وجهة نظر كاتبها، على شخصية بطلها (صلاح كامل) الذي تُقدِّم (أوراقه)، إضافة إلى روايتها لبعض الأحداث، بعض الأحكام والآراء الصريحة والضمنية عن الشخصيات الأخرى، من خلال زاوية نظره.” من كتابي “الرواية في العراق 1965-1980 وتأثير الرواية الأمريكية فيها.


“- أنا إنسانة بائسة يا صلاح، فهل تستطيع أن تعوضني عن كل ما فاتني من مباهج وأفراح؟ عاملْني كطفلة، اشترِ لي الحلوى والدمى، امسح بيدك على شعري، اطرد عن حياتي كل الأحزان، أبعد عني الألم واليأس.
“ثم خّرت على الأرض كالمصلّي، ومدَّ أنامله لتمسح الدمع المنحدر عن عينيها. وهبّ من مكانه. وتقدم بخطوات عريضة باتجاه باب الكلية… بعد ذلك سأله إسماعيل
“- إلى أين؟
“- لا أدري، لن استطيع أن أمكث في الكلية.
“وتمتم إسماعيل بخفوت لم يسمعه: أيّها الهارب من ظلّه.” من رواية “الأنهار”، لعبد الرحمن مجيد الربيعي، ص209.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …