عن رواية أناهيد

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


أناهيد: عبدالله نيازي
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بـأول رواية، في آذار 1967، وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ نشر سلسلة وقفات قصيرة، على حسابي في الفيس بوك، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو من ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات، وهي وفقات بسيطة ولا يمكن أن أدّعي أنها نقدية، خصوصاً أن بعضها قد يعود إلى منتصف السبعينيات حين كنت لما أزل في بداية العشرينيات من عمري. وستكون غالبية وقفاتي وليست جميعها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “أناهيد” (1953) لعبدالله نيازي (؟/ 1926-2011).


يمكن عدّ عبدالله نيازي ضمن رواد القصة والرواية العراقية، حيث بدأ النشر نهاية الأربعينيات، وكتب خلال مسيرته عدة مجموعات قصصية منها “أعياد” و”الهمس المذعور”، وروايات قصيرة منها “أعياد”.


مع ما تتسم به الرواية من تقليدية قد تصل، في أحيان قليلة، إلى بساطةا فنية، نعرف أنها وسمتْ الكثير من القصص والروايات العراقية، في الزمن الذي صدرت فيه، فإنها تنطوي، أسلوباً، على شيء ليس بالقليل من الجمال لا سيما حين تنشغل، وهي غالباً ما تنشغل، ببواطن بطلها الوجدانية والعاطفية، يدعم ذلك ما يمتلكه المؤلف من لغة تعبير جميلة وسليمة ورصينة. من الملف الخاص بالرواية، ضمن ملفّاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.


“وقد كان الأمر يهون بعض الشيء لو أن زوجها على شيء يسير من الأخلاق والثقافة. لقد كان فارغاً كالقربة المملوءة هواءً عفناً، بل أنه ما كان يتورع من ارتكاب الموبقات أمامها، وما يجد بأساً من شرب الحشيش في حضرتها، وقد يهون هذا أيضاً لو أنه عاملها بلطف ولم ينهرها ويصرخ في وجهها كالثور.” من رواية “أناهيد”، لعبدالله نيازي، ص34.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …