وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
الغرف الأخرى: جبرا إبراهيم جبرا
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة شتى دارت فيها أحداث المئات من الروايات، عراقية وعربية وعالمية، التي قرأتها بدءاً بأول رواية أقرأها في حياتي، “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، سنة 1966، بدأتُ سلسلة توقفات قصيرة جداً عند روايات مختارة منها، مستلةً من موضوعاتي المنشورة، أو كتاباتي غير المنشورة، أو ملاحظاتي التي درجتُ على تسجيلها في المئات من البطاقات الخاصة عن كل رواية، حيث أتوقف كلَّ يوم أو يومين أو بضعة أيام عند واحدة. وستكون غالبية وقفاتي عند روايات عراقية، وبدرجة ثانية عربية، وأحياناً عالمية. وقفتي اليوم عند رواية “الغرف الأخرى” (1986) لجبرا إبراهيم جبرا (بيت لحم/ 1920- 1994).
“تعتقد أن “الغرف الأخرى” تعكس، ومن خلال عوالمها وموضوعاتها ومنها معالجة موضوعة (السلطة والبطل المطارَد) وما تستتبعه من وقوع الفرد ضحية الجور والظلم والقمع، تأثّر جبرا بكافكا، علماً بأن غالبية تلك المفردات تأتي ضمن أجواء كابوسيه فصلت الرواية عن كل روايات جبرا السابقة… وإذا ما بدا بطل جبرا ظاهرياً مختلفاً أحياناً، في أزمته وحيرته، عن أبطال كافكا ، فإنه في حقيقته وفي تأمل بعض الملامح التي لا يبخل جبرا في إضفائها على مشهده، سرعان ما تؤكد هذا اللقاء؛… إذ يرى البعض، في موت بطل كافكا، في (القضية) نوعاً من الرفض، قد يكون في صرخة بطل جبرا صرخة بوجه هذه الاستسلامية لإرادة (الآخرين) الجائرة.”. من ورقتي البحثية “كافكا في الرواية العربية في العراق وبلاد الشام”.
“تعتقد أن “الغرف الأخرى” تعكس، ومن خلال عوالمها وموضوعاتها ومنها معالجة موضوعة (السلطة والبطل المطارَد) وما تستتبعه من وقوع الفرد ضحية الجور والظلم والقمع، تأثّر جبرا بكافكا، علماً بأن غالبية تلك المفردات تأتي ضمن أجواء كابوسيه فصلت الرواية عن كل روايات جبرا السابقة… وإذا ما بدا بطل جبرا ظاهرياً مختلفاً أحياناً، في أزمته وحيرته، عن أبطال كافكا ، فإنه في حقيقته وفي تأمل بعض الملامح التي لا يبخل جبرا في إضفائها على مشهده، سرعان ما تؤكد هذا اللقاء؛… إذ يرى البعض، في موت بطل كافكا، في (القضية) نوعاً من الرفض، قد يكون في صرخة بطل جبرا صرخة بوجه هذه الاستسلامية لإرادة (الآخرين) الجائرة.”. من ورقتي البحثية “كافكا في الرواية العربية في العراق وبلاد الشام”.
“لم يتغير في الحجرة شيء عندما فتحتها، فأسرعتُ إلى الستارة وسحبتها جانباً، عسى أن أستطيع لفتَ نظر مَن في الساحة إليّ، غير أن الستارة انسحبت عن جدار أصمّ. لم تكن هناك نافذة! كدتُ أضرب رأسي بالحائط يأساً، وأنا أكرر: مستحيل، مستحيل! وخبطتُ بيدي على الحائط- إنه حائط حقيق، ولا ريب فيه. أين النافذة إذن؟”. من رواية “الغرف الأخرى”، لجبرا إبراهيم جبرا. ص42