وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
بعيداً من الضوضاء، قريباً من السكات: محمد برادة
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “بعيداً من الضوضاء، قريباً من السكات” (2014)، للناقد والروائي المغربي محمد برادة (الرباط/ 1938).
إذا ما كانت الكثير من الروايات التي تعتمد، بناءً ومضموناً، على تقنيات الرواية داخل الرواية، وتتداخل في جوانب عديدة مع الميتا فيكشن، إن لم تكن منها، وتنطوي على شيء من التكلف، والصناعة غير المقنعة أحياناً، فإن رواية “بعيداً من الضوضاء، قريباً من السكات”، عندنا، إحدى أكثر نماذجها إقناعاً، إذ خلت من مثل هذا التكلف والافتعال، خصوصاً حين توفر الكثير من التناغم ما بين رواية الإطار والرواية داخل الإطار، تعزّز ذلك لغة جميلة ومقنعة سردياً. من الملف الخاص عن الرواية، ضمن ملفاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.
إذا ما كانت الكثير من الروايات التي تعتمد، بناءً ومضموناً، على تقنيات الرواية داخل الرواية، وتتداخل في جوانب عديدة مع الميتا فيكشن، إن لم تكن منها، وتنطوي على شيء من التكلف، والصناعة غير المقنعة أحياناً، فإن رواية “بعيداً من الضوضاء، قريباً من السكات”، عندنا، إحدى أكثر نماذجها إقناعاً، إذ خلت من مثل هذا التكلف والافتعال، خصوصاً حين توفر الكثير من التناغم ما بين رواية الإطار والرواية داخل الإطار، تعزّز ذلك لغة جميلة ومقنعة سردياً. من الملف الخاص عن الرواية، ضمن ملفاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.
“لم أكن أنوي أن يكون صوتي هو ما تُختتم من خلاله الرواية، لأن أصوات الشخصيات الأساس الثلاث، كافية لرسم معالم سرد يُلملم مُكوّنات تنقلنا إلى أجواء لا يتضمّنُها الاستطلاع الذي أنجزتُه لحساب المؤرخ الرحماني عن خمسين سنة من استقلال المغرب.. إلا أن إعادة قراءتي لما كتبتُه عن مسارات توفيق الصادقي وفالح الحمزاوي ود. نبيهة سمعان، وضعتني أمام أسئلة متشعّبة قد يكون إدراجها في نهاية النص مُكملاً لما كتبته في شكل روائي ترسّخ في ذهني عبر قرءاتي في الفن التعبيري.” من رواية “بعيداً من الضوضاء، قريباً من السكات”، لمحمد برادة، ص209.