عن رواية الرسائل المنسية

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


ذو النون أيوب: الرسائل المنسية
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند قصة “الرسائل المنسية” الطويلة (1955)، لذي النون أيوب (بغداد/ 1908-1988).


ذو النون أيوب أحد رواد الرواية والقصة القصيرة العراقيتين الرئيسين، إلى جانب محمود أحمد السيد وأنور شاؤل وعبد الحق فاضل وجعفر الخليلي، وربما كان أغزرهم إنتاجاً، وأمدّهم عمراً وعمراً أدبياً.


“الرسائل المنسية” قصة طويلة، وإذا ما تساهلنا نقدياً كثيراً هي محاولة روائية قصيرة، وهي إذا ما تقبّلنا كثيراً أن نعدّها رواية، وهي بظننا ليست كذلك تماماً، فإنها تكون أول رواية رسائل عراقية، ولكن دون تجاوز حقيقة أن رواية محمود أحمد السيد الرائدة “جلال خالد”- 1928- التي قام جزؤها الثاني من جزأيها على الرسائل. من الملف الخاص عن الرواية، ضمن ملفاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.


“إن هذه آخر مماحكة بيننا، حسب ظني، ولست ممن يهاجمون من الخلف كما تفعلين، ولكنك تُعذرين فأنت امرأة. لقد كان زواجنا من ألفه إلى يائه، مهزلة كما تعلمين، ولقد كنتُ صريحاً معك، منتهى الصراحة، بقدر ما كنتِ لئيمة معي، منتهى اللؤم. لقد ظننتُ أنك نلت ِ ما تشتهين، حتى ذقت طعم صيدك، وإني أترك لك فرصة أخرى لتدارك ما فاتك.” من قصة “الرسائل المنسية” الطويلة، لذي النون أيوب، ص209.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …