وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
عراة في المتاهة: محمد عبد المجيد
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بـأول رواية، في آذار 1967، وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ نشر سلسلة وقفات قصيرة، على حسابي في الفيس بوك، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو من ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات، وهي وفقات بسيطة ولا يمكن أن أدّعي أنها نقدية، خصوصاً أن بعضها قد يعود إلى منتصف السبعينيات حين كنت لما أزل في بداية العشرينيات من عمري. وستكون غالبية وقفاتي وليست جميعها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “عراة في المتاهة” القصيرة (1969)، محمد عبد المجيد (؟).
محمد عبد المجيد: قاص عراقي له بعض الروايات غالباً قصيرة، وروايته القصيرة التي بين يدينا اليوم “عراة في المتاهة” هي إحدى روايات الستينيات زمناً وأسلوباً وموضوعاً ومعالجةً وشخصيات.
“يهيمن التهويم والغموض، ربما المصنوع أحياناً، مع حضور الأحاسيس بالضجر والخوف والموت والتيه كما كثيراً ما تعكسها تداعيات البطل، وكل هذا بذاتية طاغية نعتقد أنها من تراث الستينيين الأدبي الذي تتسم الرواية عموماً بالانتماء إليه عوالم وأساليب وشخصيات.” من الملف الخاص بالرواية، ملفّاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.
“كان الظل يمتد من السقف إلى جانب السلّم. كان السلّم في الجانب الآخر من الغرفة. آ. غرفتك في وسط البيت. وقفت
“أنتظر. كان نصف الظل يغسل الغرفة. وكان السرير الذي كنت مستلقياً عليه قبل لحظة مغسولاً بذرّات الظل الباردة. والقسم الآخر من الظل كان يلوّن الجانب تتوسط فيه الغرفة. أما في القسم المقابل، فكان النهار.” من رواية “عراة في المتاهة”، محمد عبد المجيد، ص127.