عن رواية الوكر

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


الوكر: عبد الرحمن مجيد الربيعي
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً، في آذار 1967، بأول رواية قرأتها وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة جداً، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “الوكر” (1980)، لعبد الرحمن مجيد الربيعي (الناصرية/ 1939).


عبد الرحمن مجيد الربيعي أحد أقطاب القصة والرواية العراقيتين، لاسيما في الستينيات والسبعينيات. له العديد من الروايات وأشهرها “الوشم”، والعديد من المجموعات القصصية وأشهرها “السيف والسفينة”.


” موضوعة (الوكر) هي النضال السياسي ممثلاً بأربعة أصدقاء يعملون، ضمن حركة سياسية أو حزب سياسي ينتمون إليه، على إسقاط النظام القائم. والربيعي ينجح بجعل القارئ يحسّ أن نضال هذه الشخصيات– الأصدقاء– الرئيسة ليس نضالهم فحسب، ولا أحلامهم أحلاماً ذاتية مجرّدة أو خالية مما يوصلها إلى خارج ذواتها، بل أن النضال هو نضال الشعب كلّه، والأحلام هي أحلام عموم الناس. إذن، فإن هذه الشخصيات الأربع ممثلة لحالات عامة أكثر منها لحالات منفردة.” من كتابي “الرواية في العراق 1965-1980، وتأثير الرواية الأمريكية فيها.


“لقد ارتج المستقبل أمامي، وتساقطت أوراقه. حط عليها خريف لعين، ولم يبقَ منها غير الجذع الأصم وهو ينتصف واقفاً. يا عماد، أنت الفرج بعد الشدة، تُرى ماذا تقول الآن؟ لعلك لا تعلق بشيء وتلوذ بجدران صمتك تماماً كما كنتَ تفعل عندما أجابهك بقول أو فعل لا يرضيك. آه يا عماد، إنني واثقة من أنّ لك أذنين تجيدان الإصغاء. أعرف هذا تماماً، ولذا أحس بأن ظهري يتكئ على مرفأ آمن.” من رواية “الوكر”، لعبد الرحمن مجيد الربيعي، ص.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *