عن رواية الأِشجار والريح

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


الأشجار والريح: عبد الرزاق المطلبي
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “الأشجار والريح ” (1971)، لعبد الرزاق المطلبي (ميسان/ 1943).


عبد الرزاق المطلبي، أحد كتّاب الريادة الفنية للرواية العراقية، إذ أسهمت روايته المعروفة “الظامئون”- 1967- في إخراج ريادة غائب طعمة فرمان الفنية، في “النخلة والجيران-1966-، من أن تكون فردية. له سبع رويات وقد تزيد.


“إن (الأشجار والريح) تعيد الأمل الذي زرعتْه (الظامئون) فينا عام 1967 في اكتساب الرواية العراقية روائياً مهماً. ويستخدم الكاتب، في روايته الثالثة هذه، شكلاً وبناءً وتقنيةً تختلف عن تلك التي استخدمها في عمليه السابقين. إنه يعتمد بشكل أساس على تقنيات تيار الوعي.” من كتابي “الرواية في العراق 1965-1980 وتأثير الرواية الأمريكية فيها.


“هذا الصباح تلوّنه شمس اغتسلت لتوّها بمياه المطر، تجففت برياح مشبّعة برائحة اللبن والشجر والتراب البليل.. فما يزال الهواء يجري بقوّة خلال البيوت وأعواد القصب والأشجار، والطيور تنتفض فرِحة وتطير مزقزقة من مكان لآخر.. يرفع رأسه عن الوسادة وتمتلئ عيناه بالضوء، مرةً واحدةً ينهض.. كرة من لهب أبيض في عينيه.. فيتمايل في وقفته ويشرف على السقوط، وتُمسط يمناه بحزمة القصب..” من رواية “الأشجار والريح”، لعبد الرزاق المطلبي.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *