وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
المدينة تحتضن الرجال: موفق خضر
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً، في آذار 1967، بأول رواية قرأتها وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة جداً، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “المدينة تحتضن الرجال” (1960)، لموفق خضر (بغداد/ 1940-1980).
موفق خضر قاص لقصصه مكانة في القصة القصيرة العربية، ولكنه كتب الرواية أيضاً. له روايتان: “المدينة تحتضن الرجال”- 1960- ورواية “الإغتيال والغضب”- 1980، ورواية قصيرة “مرح في فردوس صغير”- 1968، وعدة مجاميع قصصية.
أعتقد أنها من أوائل الروايات التي يمكن أن نسمّيها الروايات القومية، فهي تقدم القضية القومية العربية من خلال أحداثها الورائية المتخيّلة، ومن خلال ما يقع على أرض الواقع، والأهم من خلال بطلها (جلال عبد الحميد) الذي تقدمه إنساناً نموذجياً، أو ربما جاز أن نقول ملائكياً أكثر منه واقعياً، من خلال إيجابيات صفاته. لكننا نحس أن فيه من شخصية مبدعه الكثير. من ملاحظاتي الخاصة بالرواية، ضم ملفاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.
” ومنذ أن بلغ سن الخامسة عشرة أخذ يحاول أن يقلد الكتاب في كتاباتهم حتى استقامت له المكنة فأنشأ يكتب قصصاً قصيرة ويرسلها إلى الصحف.” من رواية “المدينة تحتضن الرجال”، لموفق خضر، ص4.