وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
من يفتح باب الطلسم: عبد الخالق الركابي
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً، في آذار 1967، بأول رواية قرأتها وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة جداً، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “من يفتح باب الطلسم” (1981)، لعبد الخالق الركابي (واسط/ 1946).
سبق لي أن نظّمت استفتاءً عام 2013 عن أهم الروائيين العراقيين وأكثرهم انتشاراً وأهم الروايات العراقية وأكثرها انتشاراً للمدة 1919-2010، أرسلته إلى أكثر من خمسين ناقداً وأكاديمياً وروائياً، وتلقيت حينها ما يقارب الثلاثين ردّاً. وكان ضمن النتائج التي خرجت عن الاستفتاء ولم أنشرها لحد الآن، أن جاء الروائي عبد الخالق الركابي ضمن أهم سبعة روائيين عراقيين.
“يبدو واضحاً ان عبد الخالق الركابي، في (من يفتح باب الطلسم) قد عمل على استجماع احداث حقيقة ضمن فترة من تاريخ العراق السياسي والاجتماعي الحديثة، اراد ان يؤرخها لا من خلال الصراع الدرامي للرواية او شخصياتها الرئيسية فحسب، بل من خلال مجتمع مكنمل بناه الكاتب من اهالي ما اسماها بقريـــة (( سهب عرفات ))، التي تشكل من حيث المكان وتجمع الاحداث وحركة الشخصيات بؤرة الرواية او مركزها.” من موضوعي المنشور عن الرواية.
“في اللحظة التي أطلق فيها الرجال المتحصنون بدغل الخندق، عياراتهم النارية في وجه الريح احتفالاً بعودتهم لبيوتهم… في تلك اللحظة شوهد الراعـي (جسام) يهرول وشعره المسترسل يتماوج خلفه… وتوسط الزقاق الرئيس ليضرب الأرض بطرف عصاه الغليظة قبل ان يعلن بصوت جبار اعتاد أن يخاطب به أغنامه بأنه اكتشف جثة السركال فوق تل السواد وقد تعفنت وتأكلتها الطيور.” من رواية “من يفتح باب الطلسم، لعبد الخالق الركابي، ص739.