عن رواية الخالة عطية

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


الخالة عطية: أدمون صبري
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “الخالة عطية” القصيرة (1958)، لأدمون صبري (بغداد، 1921-1975).


أدمون صبري أحد قصاصي جيل الخمسينيات. هو لم يسر كلياً بالمسار التحديثي الذي سار فيه معظم قصاصي ذلك الجيل المعروفين، من أمثال عبد الملك نوري وفؤاد التكرلي ونزار عباس ومهدي عيسى الصقر وشاكر خصباك وغائب طعمة فرمان، لكنه اشترك معهم في الكثير من الأساليب الفنية والمعالجات الفكرية. له ما يقارب العشرين مجموعة قصصية وقصة طويلة ورواية.


واضح ان أدمون صبري، في هذه الرواية القصيرة، وكما إلى حد كبير في عموم رواياته القصصه القصيرة، يمتلك حسّاً بدقائق الأشياء، وتحديداً الخاصة بالمجتمع البغدادي، وتحديداً الفقير المتوسط منه، ببيئته وأناسه وعلاقاته، وهو ما يذكرنا بالفيلم العراقي المعروف (سعيد أفندي) المعدّ عن إحدى قصصه، وهي (شجار). نقرأ ونلحظ فنحسّ ما من الواضح أن الكاتب يحسه تجاه هذا المجتمع ودقائقه، لينعكس ذلك علينا وكأننا نعيش هذا المجتمع. من الملف الخاص بالرواية ضمن ملفاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.


“إلى جانبها تماماً جلس زوجها الضخم المتململ الزافر أنفاساً متضايقة، يرنو إلى المحتفلين بسيماء تتضارب عليها شتى التعابير. لم تكن عليه من إمارات الوجاهة، فهو ببدلته السوداء الغامقة اللامعة في بعض أطرافها، وربطته المزحزحة قليلاً عن وسط الياقة، وضخامة حذائه، والنظرة المتساءلة والبلهاء أحياناً التي يرمق بها الناس ليشبه بذلك جميعاً طاهياً من الطهاة يخشى أن يفوته طلب من طلبات الزبائن فيؤدي الأمر إلى فصله.” من رواية “الخالة عطية”، لأدمون صبري، ص305.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *