عن رواية عراقي في باريس

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأته


عراقي في باريس: صموئيل شمعون
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “عراقي في باريس” (2005)، لصموئيل شمعون (الحبانية- الأنبار/ 1956).


صموئيل شمعون صحفي وكاتب عراقي مقيم في بريطانيا ويعمل في مجلة (بانيبال) الأدبية البريطانية، إلى جانب زوجته الناشرة مارغريت أوبنك التي اشترك معها في تأسيس المجلة. وهو في الرواية من أصحاب الواحدة، وروايته الوحيدة هي التي نتوقف عندها وقفتنا القصيرة جداً هذه.


“حياة بطل الرواية تبدو لي مقرفة، وهو على أية حال رأي أو إحساس شخصي، حيث الصعلكة والكدية وتصدّق الأصدقاء وغير الأصدقاء عليهش، والجنس في مكانه وغير مكانه، والتشرّد سنوات ،والنوم على الأرصفة، وفي البارات وعند من يعرفهم ولا يعرفهم، ومعاقرة المشروبات، و والتعامل مع جميع النساء والنظر إليهن واشتهاؤهن على أنهن عاهرات في الغالب الأعم، بل لا نبالغ إنْ قلنا إننا لا نكاد نجد امرأة واحدة في الرواية- ولاسيما العربيات- عادية أو طبيعية وتعيش حياة اعتيادية، وسط أسرة مثلاً، بل كلهن للرجال والجنس والعهر. وأنا هنا حين أقول هذا فإنني لا أمدح ولا أذمّ، بل هو تعبير نقدي وصفي خالص لبطل الرواية، ومن خلاله للرواية بشكل عام.” من الملف الخاص عن رواية “عراقي في باريس”، لصموئيل شمعون، ضمن ملفاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.


“كانت نادية بمثابة صديقة حقيقية. لقد خرجنا وشربنا معاً مرات عديدة. كنا نذهب إلى محل بقالية يمتلكها تونسي… كان صاحب البقالية غيوراً، وكان ذا ملامح عنيفة، فقال لي ذات مرة (هل أنت الماكرو الجديد لنادية؟). لم أفهم كلامه، كما أن نادية لم تشرح لي معنى (الماكرو) إلا بعد يومين أو ثلاثة قائلةً: (لقد سألك إنْ كنتَ القواد الجديد لي). وضحكنا.
“كانت نادية قد روت لي ذات مرة قصة حياتها، فقلت لها (كل قصص المومسات العربيات في باريس، متشابهة، أيتها العزيزة نادية). احتجّت وقالت بحماس (على الأقل أنا عندي بعض المبادئ)… (إنني مؤمنة ومتمسّكة بتعاليم الإسلام، وقد توقفتُ عن ممارسة الجنس مع الزبائن النصارى خلال شهر رمضان، حيث أبرمنا اتفاقاً مع البنات الفرنسيات، يتركن سواق الشاحنات الأتراك والألبان لبنات شمال أفريقيا طوال الشهر)! (لا أنكح أي عربي إطلاقاً) كان أيضاً واحداً من مبادئها.” من رواية “عراقي في باريس”، لصموئيل شمعون، ص119.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *