وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
ويبقى الحب علامة: محي الدين زنكنه
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “هم، أو ويبقى الحب علامة” (1975)، للروائي الكردي محي الدين زنكنه (كركوك/ 1940-2010). [اسمه رسمياً يُكتب بياء واحدة]
محي الدين زكنه أديب كردي عراقي، مولود في مدينة كركوك ذات التنوع القومي المعروف، العربي والكردي والتركماني، وعاش أكثر حياته في محافظة ديالى. وهو أحد أهم كتاب المسرحية العراقيين، إن لم يكن الأهم على الإطلاق، لكنه كتب القصة القصيرة والرواية، وله ثلاث روايات، إحداها “بحثاً عن مدينة أخرى” التي تعزّز ما عُرف عنه في روايته السابقة “هم، أو ويبقى الحب علامة”- 1975، من تأثّر بفرانز كافكا، كما تنعكس بشكل خاص في بطله المثقف.
“والواقع أن الخوف بالتحديد هو أكثر المشاعر والأحاسيس التي تملأ دوماً ًروح بطل زنكنه وتصل إلى مستوى الحالة المرضية، وبأعراض تأزّم من عدم القدرة على الاختلاء بنفسه، وعدم القدرة على النوم والتفكير، وفي النتيجة عدم القدرة على اتخاذ القرار الصحيح بشأن الكثير من شؤونه”. من دراستي “الكافكوية في روايات محي الدين زنكنه”.
“”الخوف! شعور غريب لم يسبق لي أن واجهته بهذا الإلحاح، خائف.. خائف من موت سخيف ينهي كل وجودي الممتلئ بالمشاعر والأحاسيس.. و.. وخائف من (هم) هؤلاء الذين يصنعون هذا الموت..” من رواية “ويبقى الحب علامة”، لمحي الدين زنكنه، ص199.
ملاحظة: الاسم الرسمي للروائي يُكتب (محي) بياء واحدة.