عن رواية الخراب الجميل

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


الخراب الجميل: أحمد خلف
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “الخراب الجميل” (1980)، للروائي أحمد خلف (القادسية/ 1943).


أحمد خلف قاص وروائي عراقي بدأت انطلاقته الإبداعية عام 1974 بإصداره مجموعة “نزهة شوارع مهجورة” القصصية، لتتباع بعدها أعماله القصصية والروائية، وقد تخطت رواياته الثماني، منها “الخراب الجميل”، و”موت الأب”، و”محنة فينوس”.


للمرأة في الرواية، مكانة ودور غير عاديين فنياً وموضوعياً، بما في ذلك حضور الشخصية النسوية المنفتحة وسط شخصيات مثقفة، والشخصية النسوية التي تقرر العمل خروجاً على ما قد يكون عدم رضا محتمل من الزوج، ولكن برضا وربما تشجيع أهله ولاسيما أخاه الذي يتعاطف معها في هذا، وأخيراً الشخصية النسوية من خلال علاقات (محمود) بسلسلة طويلة من النساء، وضمنهن السويدية (جيني) في بيروت، و(ليلى) التي يتركها إن لم نقل يضيّعها، و(مها) التي تتركه لتتزوج من آخر. ولعل حضور المرأة بهذا الشكل الأخير، وتحديداً في علاقات (محمود) بهن وتنقله بينهن يخدم في إظهاره شخصاً شبه ضائع. من ملفي الخاص عن رواية “الخراب الجميل” لأحمد خلف.


“تُرى ما الذي يدفعه نحو مها؟ تُرى لماذا ترك ليلى؟ ولماذا لم يواصل علاقته بالحزب؟ مرةً قلت له: محمود، أنتَ سمكة لا يمكن لها أن تعيش خارج النهر.. ضحك، وقال لي في الحال: (أعرف أي نهر تعني. لقد ماتت السمكة التي تعنيها، ولم تعد لديها روح أو قدرة على التنفس داخل هذا النهر).” من رواية “الخراب الجميل”، لأحمد خلف، ص40.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *