من صفحتي على الفيس بوك
ميسلون هادي
أعزائي. هذه رسالة موجهة إلى أمانة بغداد راجية مشاركتها وإطلاق عنانها على مد النظر لإنقاذ ما تبقى من حدائق بغداد، كما أدعوكم لنشر صور حدائقكم الأنيقة في التعليقات فيشاركها الأصدقاء من عشاق بغداد حتى تصل في النهاية إلى أنظار من يعنيه الأمر.
إلى السيدة أمينة بغداد المحترمة
لم تكن حدائق بغداد الغناء تشكل مصدراً لبهجة الإنسان والبيئة فقط، ولكنها أيضاً تُعد حجرات موسيقى تعزف فيها العنادل والحمائم والعصافير وقت الصباح.. وسواء كنت في صوب الكرخ أو الرصافة، فأنك قريب من تلك الموسيقى التي توارثتها بغداد عبر الاجيال، بل وكانت سجية نادرة لعاصمتنا الجميلة تميزها عن باقي عواصم العالم التي بالكاد تسمع فيها تغريد البلابل والطيور أو تستيقظ جذلاً على أصواتها وهي تتقافز بين أشجار البيوت كما هو الحال في مدينة بغداد.. وبالتأكيد فأنه لا يوجد جمال على وجه الأرض يدوم بدون عشق أو إدامة، ولا يوجد أيضاً في العالم من يفرط بمثل هذا الإرث الخلاب الذي لا يقل أهمية عن آثار وأهوار العراق.. وفي أعناق أمانة بغداد نضع هذه الأمانة التي وجد الروائيون والشعراء أنفسهم معنيين بها أكثر من غيرهم، فتغزلوا بتلك الحدائق قبل أن تختفي، وتحركت أيديهم للكتابة عنها عسى أن يخلدوها في أعمالهم.. ومن المؤلم علي كما هو على غيري من أهالي بغداد أن نراها تتلاشى أمام أعيننا ونكون شهوداً متفرجين على هذه الجناية. من الصعب علينا تصور كيف يمكن لأي جهة مسؤولة الصمت عن هذه الاختفاءات المتلاحقة للحدائق بسبب غض النظر عن كوارث البناء العشوائي واستغلال الحدائق لتشييد وحدات سكن صغيرة وبشعة شوهت جمال بغداد.. فما هي الأشياء التي سيذكرها التاريخ عن هذه الحقبة الأليمة؟ وما هي الأشياء التي يجب أن تفعلها أمانة بغداد للحفاظ على التاريخ الكامل للحدائق البغدادية، لكي لا يتلاشى ويلفظ أنفاسه بسبب الفساد الذي يقتل عصافيرنا وحمائمنا وأزهارنا.. ويجعل نوافذنا مفتوحة على الجدران الصماء، لا على الحدائق الغناء.
شاهد أيضاً
عيوب النجوم ليست مزايا صافية أم عكرة كانت مشاربها
عيوب النجوم ليست مزايا صافية أم عكرة كانت مشاربها، فالأقمار الصناعية هي وجه من وجوه …