بتوقيت مكة المكرمة
ميسلون هادي
بحسب ما بثته وكالة الأنباء السعودية ونشرته جريدة (الحياة) اللندنية، كشفت دراسة علمية حديثة عن أن مكة المكرمة تعتبر مركزاً للكون، وأنها تتوسط أربع دوائر تمرّ بحدود اليابسة لقارات العالم السبع، وكذلك المراكز الجغرافية لقارات العالم الجديد. وأكّدت الدراسة التي عرضها المدير العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة الدكتور يحيى وزيري ، خلال ندوة لجمعية البيئة العربية في مدينة الإسكندرية، أن مكة المكرمة تتوسط الجزء اليابس من سطح الكرة الأرضية. كما أظهرت الدراسة أن استخدام النظام المعتاد وخط غرينتش في حساب التوقيت العالمي لا يعتمد على أسباب علمية قوية، وأن جميع الحقائق العلمية تثبت أن مكة المكرمة هي مركز الكون كله. وأوضح المدير العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، أن الهدف من هذا البحث هو إثبات توسط مكة المكرمة لحدود اليابسة، من خلال القياسات الدقيقة، التي تحدد المسافات الصحيحة بين مكة المكرمة ونقاط معينة مختارة على حدود قارات العالمين القديم (آسيا وأفريقيا وأوروبا)، والجديد (الأميركتين وأستراليا والقارة الجنوبية المتجمدة.(
وبيّنت الدراسة أن مكة المكرمة هي الموقع الوحيد على الكرة الأرضية، الذي يمكن أن يحقق تلك القياسات والنتائج، مشيرة إلى أنها تحتل موقعاً فريداً ومميزاً لا ينافسها في ذلك موقع أو مدينة أخرى، ومن هنا وُصفت في القرآن الكريم بأنها أم القرى. وأفاد وزيري بأنه قام بعمل دراسات منذ سنوات عدة، لإثبات حقيقة توسط مكة المكرمة لليابسة، والخصائص التصميمية للكعبة المشرفة، فقام بنشر جزء كبير من هذه الدراسات في العديد من المؤتمرات والمجلات العلمية في المملكة ومصر والمغرب والجزائر وقطر، ونشر أجزاء من هذه الدراسة في العديد من المواقع الإلكترونية المختلفة.
هذه النظرية سبق أن استوقفتني في العدد الاحتفالي من مجلة (الفيصل) العلمية والذي صدر بمناسبة مرور خمسة أعوام على إصدارها، وكان عدداً زاخراً بموضوعات علمية مهمة وكثيرة، كالاحتباس الحراري والتصحر وتكنولوجيا التحكم البيئي. ولكن أكثر ما يستوقف القاريء هو اقتراح مشابه يطالب باعتماد العرب توقيت مكة المكرمة بدلاً من غرينتش الوهمي المعتمد حالياً، بعدما أثبتت الأبحاث العلمية بأن مكة المكرمة هي مركز الكرة الأرضية. وهذا ما أوضحه الدكتور زغلول النجار، العالم الجيولوجي وأستاذ علوم الارض بجامعة ويلز ببريطانيا وصاحب النظريات المتعلقة بالإعجاز في القرآن والسُّنة، الذي أوضح أن مكة المكرمة تتوسط اليابسة، واستشهد على ذلك بما توصل إليه الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين أثناء تحديده اتجاهات القبلة من المدن الرئيسة في العالم، فقد لاحظ تمركز مكة المكرمة في قلب دائرة تمر بأطراف جميع القارات السبع التي تتكون منها اليابسة. كما أوضح النجار عدم وجود أي قدر من الانحراف المغناطيسي على خط طول مكة المكرمة، بينما يوجد هذا الانحراف عند جميع خطوط الطول الأخرى بما فيها خط غرينتش. وعرض أساتذة اخرون طروحات تؤيد المنحى نفسه خلال المؤتمر العلمي الذي عقد في الدوحة حول هذا الموضوع، وتم الكشف فيه عن ساعة إسلامية عدّها المشاركون بمنزلة التطبيق العملي للدعوة الى توقيت مكة واستبداله بتوقيت غرينتش.
الحق يقال أن هذا المقترح العلمي الذي يؤكد على عظمة قبلة المسلمين سيكون موضع ترحيب من الكثير من القنوات الإعلامية، ولعل قناة الجزيرة الإخبارية هي أول من بادرت بتبنيه قبل سنوات. ولكن السؤال الذي سيفرض نفسه صعب الإجابة عليه.. إذ كيف سيتم تنفيذ هذا المقترح أو توريط هذا المكان المقدس بهذا السوق الإعلامي المؤسف للقنوات الفضائية (التي تتحدى الملل)؟ فهل سيعلنون مثلاً: شاهدوا المسطول فلان الفلاني في الساعة كذا، أو الراقصة فلانة العلانية في الساعة كذا بتوقيت مكة المكرمة ؟ وهل تستقيم حياتنا العربية المتورطة بكل ما هو هجين ومشبوه مع هذا الاقتراح؟ أم لعل هذا التوقيت يعيد تلك القنوات إلى صوابها ويبلغها الرشد الذي ابتعدت عنه كثيراً.
شاهد أيضاً
الأحلام لا تتقاعد
لو أنَّ حدّاداً تعب وهجر مهنته أو نجّاراً شاخ فتوقف عن العمل أو محاسباً بارعاً …