موفق خضر، الاغتيال والغضب

موفق خضر: الاغتيال والغضب
نص دراستي للرواية في كتاب “الرواية في العراق وتأثير الرواية الأمريكية فيها”
بعد خمس عشرة سنة من كتابة روايته الأولى “المدينة تحتضن الرجال”، والتي لم تحقق شيئاً له شأن تعلقاً بالتجربة الروائية العراقية، وبعد نشر عدة مجاميع قصصية قصيرة، نشر موفق خضر “الاغتيال والغضب” سنة 1975، التي نجدها واحدة من أكثر الروايات توفيقاً التي تعاملت مع الموضوعات القومية، وتحديداً من خلال تجربة بطلها الحزبي السابق. إنها قصة سياسي سابق، (سمير أحمد رؤوف)، يؤثر فيه سلبياً فشل تجربة حزبه في سنة 1963. نتيجة لذلك ينهار الكثير من قيمه ويتخلى بوعي وبغير وعي عن التزاماته أمام نفسه وأمام فكره وأمام الآخرين ليلتفت بانحراف غير سوي إلى نفسه، فيكرس نفسه، بدلاً من النضال، للتسلق الطبقي، بينما يبقى صراع غير مرئي يدور بين هذا التوجه الجديد والتزاماته السياسية والفكرية السابقة. وكنتيجة لهذا، يجد تفسه ملاحقاً كل الوقت بواسطة رجل غريب سرعان ما يكتشف أن اسمه هو أيضاً (سمير أحمد رؤوف)، لنعرف نحن القراء أنه شخصية غير حقيقية، وبالتالي فالمطاردة غير حقيقية. على أية حال، تنتهي المطاردة بمبارزة بالمسدسات، يقوم فيها البطل بقتل هذا الغريب، لنفهم من ذلك، وهذا في الأقل ما يمكن تأويله، أن الالتزام السابق والصفاء والإيمان قد انتهت كلها، وعليه فإن (سمير أحمد رؤوف) قد قتل جوهره وانتهى. ولكن الشيء الذي لم نفهمه والذي نجد من الصعوبة تفسيره، سواء أكان ذلك على مستوى فهم الرواية واقعياً أو وفق أبعادها الرمزية، هو أن البطل يبادر بعد قتله الغريب إلى إبلاغ الشرطة التي كان من الطبيعي أن لا تجد أثراً لجثة أو قتيل، تجد آثار دماء في ما يُفترض أنه مكان الجريمة، فيودع (سمير) السجن لتنتهي الرواية بمجموعة تساؤلات لا نستطيع أن نجيب عليها.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

دراسة عن دروب وحشية

تشكلات البناء السردي في رواية دروب وحشية للناقد نجم عبد الله كاظم أنفال_كاظم جريدة اوروك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *