ليلى الأطرش، وتشرق غرباً

أشباح مريبة في
رواية ((وتشرق غرباً)) لليلى الأطرش
منشور
د. نجم عبدالله كاظم
(1)
“وتشرق غرباً” هي أولى روايات ليلى الأطرش، إذ صدرت في العام 1988، وبالرغم من إصدار الكاتبة منذ ذلك الحين عدة روايات ومجاميع قصصية، فإن هذه الرواية الأولى لا زالت تمتلك عندنا خصوصية وطعماً خاصين تجعلانها برأينا ممثلة للكاتبة أكثر من أي عمل آخر. تأتي الرواية مروية بضمير الغائب، ولكن من نوع ما يسمى هو المتكلم، وكأنها تريد أن تفصح عن هذا الارتباط بالكاتبة، إذ ينطلق القص فيها من وعي بطلتها، الصغيرة بدايةً (هند)، التي تحكي لنا أحداثها وهي تقع في بلدة (بيت أمان) الفلسطينية، ومن خلال عائلة البطلة (عائلة شكري النجار) المسيحية، التي تتكون من: أم شكري (الجدة)، وشكري (الأب)، ومريم (الأم)، والأبناء: عماد، وحسام، وبسام، وعطا الله، إضافة إلى (هند)، وهم إضافة إلى مروان، المناضل الذي سترتبط به البطلة فيما بعد، يشكلون شخصيات الرواية ومجتمعها، إن صح التعبير. وهي ترجعنا إلى فترة ما بعد انبثاق إسرائيل وأجواء الخوف من اليهود الذين تحسّهم (هند) قريبين منها، قبل أن يبدأوا بتحويل بعض أهليها، وكما هو حال جل الشعب الفلسطيني إلى لاجئين. الرواية بتعبير آخر تتحرك في ظل الأحداث المأسوية التي صارت عمر الفلسطينيين وحياتهم: الحروب، والتسلل اليهودي، والاعتداءات الصهيونية على الفلسطينيين في المدن والبلدات المتاخمة للمناطق المستلبة، وانبثاق إسرائيل، فأحداث 1956، والمقاومة الفدائية الفلسطينية وصولاً إلى أحداث 1967، وكل ذلك يأتينا، ومرة أخرى من خلال وعي (هند) بما يشبه الذكريات، وقد تصاغ أحياناً، انطلاقاً من هذا، بشكل سيرة روائية لبطلتها (هند)، أو لكاتبتها ليلى الأطرش.
وإذ تمتد مواطن الفلسطينيين إلى أقطار عربية أخرى تمتد أحداث الرواية وعالمها إلى بيروت حين تنتقل (هند) لتدرس، وتقع حرب حزيران 1967، فتجد نفسها لاجئة، ثم إلى عمّان التي تذهب إليها في رحلة بحثها عن سبل العودة، وهناك تجد طريق العودة على يد المناضل (مروان)، وفي طريق العودة المحفوف بالمخاطر يكون الحب الذي يربطها به، ويكون تعرفها الحقيقي على النضال. وعندما تكون فكرة الزواج يبرز الحاجز الديني. وحين تنخرط في المقاومة يُلقى القبض عليها وتسجن، ولا يُفرج عليها إلا في عملية تبادل أسرى وبشرط إبعادها عن الوطن إلى الضفة الشرقية حيث تقترن بمروان. وكأن الرواية أرادت أن تقول ما كان من طريق للعودة غير طريق المقاومة والمقاومين الفلسطينيين، خصوصاً والحب بين (هند) و(مروان) يبزغ كهادٍ لها في ذلك. وكل ذلك، كما هو واضح يكاد يختصر رحلة الدموع والمعاناة والبحث والنضال الذي ندر من لم يسلكه من الفلسطينيين، هي تبعاً لذلك طريق فلسطين.
(2)
تقدم الرواية ضمن ما تقدمه جانباً يهمنا التوقف عنده، ولا نجد، فيما نعلم، دارساً أو ناقداً استوقفه. ذلك هو تقديمها الغرب والشخصية الغربية، وتحديداً أمريكا والشخصية الأمريكية. وقبل التوقف عند هذا ومحاولة قراءته وقراءة ما وراء سطوره، لنلقي نظرة سريعة من توقف الرواية العربية عند هذه الثيمة، لنر بعد ذلك أين ليلى الأطرش في روايتها هذه منها.
المعروف أن أهم السبل التي عرف بها العرب، وبضمنهم الروائيون، الغرب هي، أولاً، الاحتلال والتبعيات على اختلاف أشكالها التي فرضت على العرب أن يجدوا الغربي يعيش بين ظهرانيهم. السبيل الثاني متعلق بالأول أحياناً ومستقل بذاته أحياناً أخرى، وهو العلاقات المختلفة بين العرب والغرب من تجارية ودبلوماسية وغيرها. أما السبيل الثالث، والذي صاحَبَ السبيلين السابقين في كثير من الأحيان، فهو البعثات الدراسية والعلمية التي حفّزت بعض من خبروا من خلالها العيش في الغرب على الكتابة عنه وعن التجربة روائياً. السبيل الرابع هو هجرة العرب إلى الغرب. أما السبل الخامس فهو السياحة والسفر المتبادل. عدا ذلك كله كان طبيعياً أنْ يلعب سبيل سادس، وهو الإعلام إلى جانب القراءة والثقافة والاطلاع، دوره الفاعل في تعزيز الاتصال، وخاصة في العقود الأخيرة.
وإذا كانت هذه هي السبل المهمة التي تحقّق عبرها اتصال الشرق أو العرب بالغرب، ومن خلالها كانت تجارب الكتاب مع الغرب والغربيين، فقد كان لعوامل عديدة تأثيرها في تناولهم لموضوعة اللقاء بين الشرق والغرب ولرسم صور الشخصية الغربية بالأشكال التي رُسِمت بها بمعزل عن مدى مطابقتها للواقع. أهم هذه العوامل، بالإضافة إلى ما لعبته سبل الاتصال نفسها من تأثيرات في رسم هذه صورة، هي أولاً، الاستعمار والوجود الأجنبي بأشكاله كافة، وثانياً، الصراع العربي الإسرائيلي الذي كان له تأثيره الكبير في نظرة الكتّاب العرب وفي تبنّيهم المواقف الفكرية المسبقة إلى الغرب والغربيين عموماً، والأمريكان، وإلى حد ما الإنكليز خصوصاً، الذين كانوا يدعمون إسرائيل دائماً. وثالثاً، الخلفية الفكرية والسياسية والاجتماعية والعقائدية ، وتعلقاً بذلك القومية والدينية، التي كان لها تأثيرها في نظرة الكُتاب الموجَّهة غالباً إلى الغرب والغربيين، كما تمثّل ذلك في النظرة إلى المرأة والجنس والعلاقات ما بين الجنسين، وإلى القيم المختلقة للعالمين المتباينين. ورابعاً، وسائل الاتصال والثقافة والإعلام، ممثَّلَة بالمنشور المكتوب والمسموع والمصور أو المرئي. وخامساً، المعايشة والاختلاط والعلاقات التي يقيمها الكاتب العربي مع غربيين، وهو الأمر الذي كان غالباً وراء الجانب الموضوعي- غير المسبق أو الانفعالي أو التعصبي- في تعامل بعض الكتاب مع الغرب والشخصية الغربية. ويبدو لنا أن ليلى الأطرش ممن كان لجلّ هذه السبل أدوار في تعرفها على الغرب والغربيين.
ووفقاً لتلك السبل والعوامل والمؤثرات، كان من الطبيعي أن يأتي الغرب والغربيون في الرواية العربية لا في صورة واحدة، بل في صور وأنماط متعددة. والناظر إلى نماذج هذه الرواية التي فعلت ذلك، تكشف عن أن أهم تلك الصور هي: الغربي- أو الأمريكي تحديداً- القبيح، والإنسان، والمرأة ذات الخصوصية، الشخصية المريبة. والأخيرة بشكل خاص تظهر في رواية “وتشرق غرباً”، وعندها يكون توقفنا هنا.
يتمثل هذا النمط في شخصية سائحة منظوراً إليها من بطلة الرواية، الفلسطينية (هند) التي استوقفتها وجذبت نظرها عرضاً، وما وجود السائحة ذاته عارضاً بدلالة ما سيكون أولاً، وطبيعة المشهد الذي تدخل به هذه الشخصية إلى الرواية وإلى ذهن البطلة ثانياً ، لتكون- نعني شخصية السائحة الأجنبية– مريبة فعلاً:
“تجمهر السائقون، وأبطأ بعض المسرعين ، ونزل متطفلون من باصاتهم حين علا اللغط حول امرأة أجنبية لا بد أنها سائحة، في منظرهـا العام ما يستوقف.. فالسياح عادة يسيـرون في جماعات وهي وحيـدة بلا دليـل، جاءت في غير المواسم التي يتدفق فيه السيـاح إلى القدس.. وفي حيرتها وسط المتطفليـن بدت كقطة مذعورة يشـدك خوفها فتحدق إليها وتتابعها.. شقراء في نهايـة العقد الثالث من العمر… متوسطة الجمال والقامة، تتدلى من عنقها كاميرا مغلقة ، وفي يدهـا ورقة صغيـرة تقرأ ما فيها وتعيـده ، ويحيرها ارتفاع اللغظ حولها فيزداد توترها وعصبيتها”- الرواية، ص133.
وعندما تتطوع (هند) لمساعدتها بمحاولة معرفة ما تريد، تكتشف أنها أمريكية تسأل عن كنيسة معينة تثير استغراب (هند). وهنا تصف الروائية من خلال بطلتها هذه الكنيسة بقصدية تبرير استغرابها من جهة، وتهيئة لها ولنا لنرتاب بهذه السائحة من جهة ثانية:
“لماذا تسأل سائحة أمريكية وحيدة عن كنيسة صغيرة لا يدخلها من البلدة أحد، ولا تفتح أبوابها إلاّ نادراً…، وليس فيها إلا راهب واحد وناطور يعيش قرب البوابة الحديدية التي لا تفتح إلا أيام الميلاد مرة واحدة، وليس حولها إلا بيوت متناثرة ومتباعدة …
“وجدت نفسها تعرض على السائحة أن تصحبها إلى كنسية المهد في بيت لحم أو حقـل الرعاة في بيت ساحور ، فهما الأشهر ، ويتدفق عليهما السيـاح ، ولكن السائحـة أخرجت من حقيبتها خارطة رُسم عليها مكان تلك الكنيسة واضحاً ، وأصرت أن هذا ما تريده فقط .. وعندما لمحت الحيـرة في عيني هند حدثتها عن أم مريضة قعيدة الفراش ، وأنها قرأت عن تلك الكنيسة النائية فأرادت أن تزورها ، ولكنها لم تستطع ، فجاءت الابنة لتصورها وتحمل إليها صورها وقليلاً من ترابها”- الرواية، ص134.
ولم يكن غريباً بعد هذه المقابلة ما بين السائحة الأمريكية برغبتها الغريبة، ولكن المبررة نسبياً، والفتاة الفلسطينية الطيبة والمندفعة، أن تتعاطف (هند) بحماس مع السائحة وتبدي استعداها لمساعدتها في تحقيق أمنيتها وأمنية أمها المريضة مصدِّقة بالطبع ادعاءها، كما نحن كذلك. وعند الكنيسة تعزز الكاتبة الارتياب فينا من السائحة في وصفها لها ومتابعتها للحدث، بدءاً بإهمال الكنيسة التي قاتلت في سبيل أن تأتي إليها وتوجهها بدلاً من ذلك نحو تصوير جهات أخرى مما دفع (هند) إلى أن تمد يدها إليها تحولها نحو الكنيسة:
“أنزلت الكاميرا وفي عينيها تلك النظرة التي لازمت هنداً مدة طويلة وحيّرتها كثيراً. أزاحت يد هند عنها بعنف.. وأطل ذلك الاحساس الغريب في نظرة السائحة ووجهها… كان الموقف قابضاً ومريباً وصامتاً”- الرواية، ص136.
نحن ،في الحقيقة، نستطيع أن نقرأ، وراء هذا تعليلاً ومحاولة من الكاتبة من خلال البطلة تبرير التصرف الغريب الذي تراه (هند) في تصرف السائحة، الاستغراب والارتياب الذي تريده أن يصلنا أو، على الأقل، أن نعرف أنه موجود في دواخل البطلة. ولكي لا تقدم لنا الكاتبة تفسيراً أو تقول بغرابة هذه الشخصية وبأنها تدعو إلى الارتياب، لأن قولها هذا أو تفسيرها سيسطّح الدلالة العميقة، فإنها تثيرنا نحن وتؤكد الارتياب بشخصية السائحة الأمريكية، قبل أن نتركها أو تتركها البطلة ويتجاوزها مسار الرواية حدثيًّا، وذلك بضربة فنية جميلة.
بل أكثر من ذلك أن تتعاطف أم (هند) معها فتلحّ على ابنتها لتطلب وبإلحاح أيضاً من السائحة أن تترك عنوانها- فكان عنوان شركة نفط كبرى في نيويورك قالت إنها تعمل سكرتيرة فيها- وأن تكتب إليهم بعد عودتها إلى أمريكا عما يحدث عندما سترى أم الأمريكية صورة الكنيسة وتشم ترابها. لكن الساعات التالية تزيد من غرابة هذه الشخصية ليتسلل ارتياب لا هوية واضحة له إلى البطلة وإلينا ، حين لا تسلك في زيارة الكنيسة السلوك الطبيعي للسياح، ولا تهتم– وكأنها نسيت ما قالته– حتى بتصوير الكنيسة نفسها ، بل بأشياء أخرى من حولها أو على بعد منها. وحتى تعاملها مع (هند) يفتقد ما يجب أن يكون عليه لدى إنسان في موقعها وتجاه شخص يقدم له المساعدة مجاناً. فحين بادرت (هند) إلى طرق البوابة القديمة للكنيسة بحجر:
“… صاحت الأمريكية بجفاء وأمر: اهدئي.
“عجبت هند ، فما تريده السائحة داخل البوابة فلماذا تأمرها بالتوقف؟ سمّرتها اللهجة الحازمة فوقفت صامته. فتحت السائحة غطاء الكاميرا… وابتعدت عن هند ، ثم أدارت ظهرها للباب الحديدي، وقاسـت بخطواتهـا مسافة ثم وقفت.. صارت الكنيسة الصغيرة وأشجارهـا وراءها تماماً.. وصوَّرتْ الشرق الجنوبي البعيد. تحررت هنـد من دهشتها فاندفعت إليها. حولت عدسة الكاميرا عن الشرق وأدارت السائحة إلى الكنيسة:
“- على الأقل صوريها من الخارج.
“أنزلت الكاميرا وفي عينيها تلك النظرة التي لازمت هنداً مدة طويلة وحيرتها كثيراً. أزاحت يد هند عنها بعنف، واطل ذلك الإحساس الغريب في نظرة تلك السائحة ووجهها، فأحست هند بخوف من تغير ملامحها فصمتت. صورت المكان عند الأفق بمزيد من اللقطات ثم أغلقت كاميرتها وهند تقف عاجزة عن تفسير ما يحدث. كان الموقف قابضاً ومريباً وصامتاً”- الرواية، ص139.
وإذ انتهت سويعات مرافقتها للسائحة، بقيت (هند) بعد ذلك مستغربة وأحياناً مستريبة مما رأته من تلك الأمريكية الغريبة الأطوار. وحتى حين كانت تحاول تعليل ما رأت لتقنع نفسها بذلك وبأنه ليس غريباً، يبقى فيها ما يريبها:
“ولكن أليس بعض السياح مجانين؟.. هكذا يعتقد النــاس.. والأمريكيون لا يفكرون كثيراً.. يبيعهم الناس ماء الشتاء [المطر] مدّعين أنه من نهر الأردن فيشترونه ويدهنون به أنفسهم، ويبيعونهم تراباً، كما كتب لهم عماد [أخوها الذي يعيش في أمريكا] يوماً، في قوارير من رمال أمريكا ويدّعون أنه من جبال القدس فيحفظونها في منازلهم للتبرك بها.. فلماذا تستغرب أن تفعل هذه السائحة أي شيء!؟”- الرواية، ص137.
“انتظرتْ أن تصل منها بطاقة كما يفعل المتحضرون… كلمات تؤكد ما روته عن أمها، فضاع انتظار الأيام… وهي لا تستطيع نسيان أو تفسير تلك النظرة”- الرواية، ص137.
وبنفس الروح الطيبة، ولكي لا تسئ الظن بما أبدته السائحة كتبت إليها على العنوان الذي تركته لها، لتكون النتيجة المؤكَّدة والمؤكِّدة للارتياب:
“عادت الرسالة بعد أسابيع من الانتظار، وقد كُتب على طرف مظروفها بخط أحمر كبير: العنوان غير موجود”- الرواية، ص138.
الآن ماذا يعني هذا؟ من الواضح أن الكاتبة تلمح أو تعلن عن ذلك الدور الذي مارسه غربيون، وخاصة من اليهود، في نكبة العرب وفي خلق إسرائيل فقط، بل في إدامة وجودها الشاذ، وهم يتحركون بأشكال يعلنون عنها بصراحة أحياناً، وبشكل أشباح تؤدي ذلك الدور في غفلة من العرب، أو الفلسطينيين.. ولعل عمق هذه الظاهرة لا تتأتى مما فعلته فحسب، بل مما لا تزال تفعله خصوصاً.
ولا تقتصر صورة الغرب، وتحديداً أمريكا، على هذا، بل هي تتمثل أيضاً في صور أخرى غير مباشرة، وتحديداً من خلال هجرة الفلسطينيين إلى أمريكا التي تمثلها في الرواية رحلة (عماد)- أخو هند- إليها للدراسة حيث أن له أقرباء هناك، وما يتبع ذلك من إرساله الرسائل إلى أهله، ومنهم (حسام) ويحكي لهم فيها عن أمريكا، ليتبعه (حسام) هذا بعد ذلك. ومع حضور أمريكا المحدود من خلال هذا، لا يتحقق حضور الأمريكيين حقيقة، وحتى (كاتي) التي يتزوجها عماد لا نعرف عنها شيء غير الاسم وأنها أمريكية. ومع هذا فإنها تعني شيئاً بلا شك، فنستنتج للكاتب موقفاً حين نحس الرفض الذي تعبر عنه بشكل أو بآخر لأمريكا وللهجرة إليها وللزواج من أمريكية، كما نرى أنه يتضح في تأثيره في العائلة وخاصة (هند). والواقع إن قرار زواج عماد من (كاتي) والبقاء في أمريكا يشكل لطمة لأهله، خاصة للأم وللأخت، بسبب ما يعنيه ذلك لهم- ص 125- ولنا أن نفهم من هنا قول إبراهيم خليل: “يحمل البريد إلى هند أنباءً غير سارة، فأخوها عماد يتزوج من أمريكية (كاتي) ويقرر البقاء في أمريكا”. فواضح لا للروائيين فحسب، بل للعرب العاديين أيضاً أن الارتباط بالغرب، أياً كانت طبيعته، يعني غالباً أكثر من مجرد ارتباط.. فقد يعني استلاباً، ومصادرةً للذات، وتسليماً، وقد يعني بيعاً للوطن، وهو ما نحسه هاجساً وراء الحادثة وتطورها وبطلتها وبالطبع مبدعتها.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

دراسة عن دروب وحشية

تشكلات البناء السردي في رواية دروب وحشية للناقد نجم عبد الله كاظم أنفال_كاظم جريدة اوروك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *