عبد الأمير معلة: الأيام الطويلة
نص دراستي للرواية في كتاب “الرواية في العراق وتأثير الرواية الأمريكية فيها
يبدأ الشاعر عبد الأمير معله سنة 1978 بنشر مجموعة من الروايات أو الأعمال التي تشكل أجزاء رواية طويلة واحدة، سماها “الأيام الطويلة”، فنشر تلك السنة جزئين بينما لم يصدر الثالث إلا بعد المدة التي ندرسها، ولا نعرف شيئاً عما إذا كانت هناك أجزاء قادمة. تتعامل “الأيام الطويلة”، وبطريقة غير تقليدية، مع سير حياة المناضلين، وهو الأمر الذي يعد جديداً إلى حد ما في الرواية العراقية. زمان ومكان أحداث الجزء الأول أو الرواية الأولى هو عراق سنة 1959، إذ تبتدئ بمحاولة قتل عبد الكريم قاسم، ليتابع الكاتب بعد ذلك واحداً من الذين قاموا بتنفيذ هذه المحاولة، وهو (محمد الصقر) الذي يهرب مصاباً بطلق ناري في ساقه. الرواية باختصار هي قصة هروب (محمد الصقر) ابتداء من تنفيذ المحاولة وخروجه من بغداد وحتى وصوله الحدود السورية. ومع أن المؤلف ينجح، برأينا، في تجسيد الشخصية البطولية الملتزمة، وفي إثارة تعاطف القارئ معها، فإنه “… ابتعد أحياناً عن إقامة علاقة وطيدة بين محمد الصقر وذاته”(). ومع أن هذا يسجل مأخذاً على الرواية، كونها لم تغر في أعماق هذا البطل ولم تتعامل مع الكثير من جوانب إنسانيته، فإن الرواية لا تتوفر على جوانب وعناصر مهمة أخرى مثل الشد والمتابعة الذكية للأحداث.
نلتقي مرة أخرى بـ(محمد الصقر)، في الجزء الثاني من “الأيام الطويلة”، مع تراجع دوره هنا كشخصية روائية ليكون، إلى حد ما، شخصية ثانوية ببروز شخصية أخرى هي (أحمد الناصر)، الذي يصبح هو بطل الرواية. ولكن دوره موضوعياً يبقى مهماً من خلال نشاطه السياسي في خارج الوطن في مقابل نشاط (أحمد الناصر) قائداً لهذا النشاط في الداخل، والذي ينتهي بتفجير انقلاب شباط سنة 1963 نهاية هذا الجزء. ويجب أن نقول هنا إن هذا الجزء يفقد سمة مهمة كانت بارزة في الجزء الأول، وهي توفر عنصر الشد، ولكن مع بقاء عوامل خلق التعاطف الذي تثيره الرواية في القارئ مع الشخصيات الملتزمة والمناضلة.
شاهد أيضاً
دراسة عن دروب وحشية
تشكلات البناء السردي في رواية دروب وحشية للناقد نجم عبد الله كاظم أنفال_كاظم جريدة اوروك …