صفاء ذياب – شاهدتهم وحدي

ميسلون هادي تشاهدهم وحدها

صفاء ذياب

جريدة الصباح 18-6-2016
تقدم القاصة والروائية ميسلون هادي ست قصص وروايات في كتابها الجديد (شاهدتهم وحدي)، وهي على التوالي: الخاتم العجيب، الهجوم الأخير لكوكب العقرب، سر الكائن الغريب، الخطأ القاتل، الطائر السحري والنقاط الثلاث، وأقراص النسيان، القصص التي احتلت 280 صفحة من القطع المتوسط والصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، جمعتها هادي عبر مراحل متفرقة من كتاباتها، لهذا يلاحظ اختلاف الأسلوب بين قصة وأخرى، ومن ثم اقترابها من مراحل تحولات الكتابة لديها.
عنت هادي في قصصها ورواياتها هذه بالعجائبيات والخيال العلمي، ففي إحدى قصصها تقول:
«صباح تلك الليلة المثيرة، كان كل شيء في الكوكب هادئا وجميلا.. وكانت علائم القلق والخوف زائلة تماما عن وجوه سكان الكوكب الطيبين، وقد احتشدوا منذ الصباح الباكر حول المركبة ليحيوا الرائدين وفكرتهما الذكية التي أنقذت الكوكب. وجاءت الملكة بنفسها إلى المركبة لتشكر صنيعهما. وفي صباح ذلك اليوم الذي أعقب ليلة المعركة الحاسمة، كان الرائدان يحسان ارتياحا عميقا، أولا لما فعلاه من أجل سكان الكوكب، وثانيا لأنهما استطاعا، بعد الهجوم، أن يلتقطا قمرا صناعيا قريبا يمر بالمنطقة».
تحدثت قصة «سر الكائن الغريب» عن رياضي تقع سيارته في حفرة، وحين تقبل الشرطة والناس لرؤيته يجدون كائنا غريبا يشبه ذراعا ضخمة، ليعم الخوف والهلع بين الشرطة والناس، بعد ذلك يحضر بعض العلماء، وعلى رأسهم العالم حسن، الذي يعرف أن هذا الكائن سحلية كبيرة من النوع المنقرض والوحيد في العالم، تسرب من حديقة الحيوانات.
ومثل أي حدث، فقد استغله بعض الناس الأشرار من المشتغلين في السياسة وسرقوا حقنا تسمى حقن العملقة، أوجدها العلماء وهدد هؤلاء بحقن الفيلة وسائر الحيوانات بها لتصبح عملاقة، وللسيطرة والانتقام، لكن المؤامرة تخفق ويسيطر العلماء والناس الطيبون على الأوضاع.
أما في قصة «الطائر السحري والنقاط الثلاث»، فتتجه هادي إلى الغرائبية من خلال حكاية سرقة حجر أثري من موقع حفر تقوم به بعثة أثرية في جنوب العاصمة- لم تحدد أية عاصمة- إلا أنها تعود مرة أخرى وتجعل (أبو الهول) إحدى الشخصيات الفاعلة التي تعيش وتتنفس وتسعى للعثور على هذا الحجر: « سحب (أبو الهول) نفسا عميقا، وسكت لوهلة، ثم قال بيأس: – والآن.. ما العمل؟ حجر يساوي مئات الآلاف في سلة خيار وطماطم.. هه! وكيف سنجده؟ أتظنين أن هناك في العالم كله طريقة واحدة للعثور عليه؟».
تسير الأحداث وكأن هذه القصة حياة كاملة حتى يتم العثور على الحجر من قبل الشرطة، لكن بعد أن تمرر قصص كثيرة، بين السيدة الأنيقة التي بدأت حكايتها في سيارة الأجرة، والاعرابيتين الملثمتين بإزار أسود تكلله خيوط كثيرة..
هكذا تدخلنا هادي في عوالم مختلفة ومغايرة، لكنها مع هذا لا تبتعد كثيرا عن خيال الفتيان التي وجهت لهم قصص وروايات هذا الكتاب. ومن المهم أن هذا الكتاب وجه لهم، فعلى مدى التاريخ الأدبي العراقي، لا تتعدى القصص الموجهة للفتيان أعدادا كثيرة، مقارنة بقصص الأطفال والكبار، وهادي بهذا تسعى لتقديم أطباق لذيذة لأجيال عدة

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

نبوءة فرعون – وسن مرشد

وسن مرشد   توظيف التراث الشعبي وأهميته، قراءة في رواية “نبوءة فرعون”لـ (ميسلون هادي) يعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *