ميسلون هادي والدكتور نجم عبدالله كاظم موقع الكاتبة العراقية ميسلون هادي و الدكتور نجم عبدالله كاظم
وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
الحرب والسلم: ليو تولستوي
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بـأول رواية، في آذار 1967، وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ نشر سلسلة وقفات قصيرة، على حسابي في الفيس بوك، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو من ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات، وهي وفقات بسيطة ولا يمكن أن أدّعي أنها نقدية، خصوصاً أن بعضها قد يعود إلى منتصف السبعينيات حين كنت لما أزل في بداية العشرينيات من عمري. وستكون غالبية وقفاتي وليست جميعها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “الحرب والسلم”(1869)، للروائي الروسي ليو تولستوي (مقاطعة تولا- روسيا/ 1828-1910).
ليو تولستوي أحد أعظم بضعة روائيين في تأريخ الرواية العالمية، إلى جانب روائيين مثل دستويفسكي وجويس وفوكنر. من أهم رواياته، إلى جانب “الحرب والسلم” أو “الحرب والسلام”، “آنا كارنينا” و”البعث” و”موت إيفان إيلتش” القصيرة.
“لعل أحد مظاهر عبقرية تولستوي في الكتابة السردية، وكما هو في الحقيقة لدى غالبية الروائيين العظام، هو أنه يغرقك في تفصيلية ما يسرده أو يصفه أو ما يقدمه من مشاهد، أو مما يدور في دواخل الشخصية من صراعات أو أفكار وتأملات، ومع هذا أنت لا تشعر بثقلٍ من هذه التفصيلية، بل تغرق فيها بمتعة وانشداد لا نهاية لهما.” من الملف الخاص بالرواية، ضمن ملفّاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.
“كانت أول فكرة واتته عند يقظته [جريحاً] هي: (أين تلك السماء العميقة البعيدة التي لم أكن أعرفها من قبل، والتي اكتشفتها اليوم؟) ثم تساءل: “وهذا الألم أيضاً، أما كنت أجهله؟.. نعم، لقد كنت أجهل كل شيء حتى الآن.. إطلاقاً كل شيء.. لكن أين أنا؟” من رواية “الحرب والسلم”، لليو تولستوي، 1:598.
