واحد + واحد

واحد + واحد = واحد
ميسلون هادي
يلاحظ الكثير من الناس، أو يعتقدون، بأن الازواج غالبـا ًمايتشابهون بالشكل إلى الدرجة التي يعتقد فيها الناظر إليهم بأنهم من الأقارب أو أولاد العم، وقد سمعت من طبيبة غيرمختصة ذات يوم رأياً يقول إن ذلك الشبه يعود إلى أن الرجل غالباً مايختار امرأة لها شبه بوالدته، وبالتالي، فأنه من المنطقي أن تكون تلك الزوجة شبيهة به، أو تحمل ملامح مشتركة بينه وبين والدته.
ولكن هذا الاحتمال برأيي هو نظـري بحت، أو هو مجـرد فرضية، قد لاتكون صحتها مثبتة لكي تُعمم أو تتحول إلى نظرية، إنما هناك احتمال ثان هو الذي يجعل الزوجين يتشابهـان في المحصلة النهائية (خصوصاً إذا ما كان زواجهما قد تم بوقت مبكر). وهذا الاحتمال يقـول إن الانسان يصبح مسؤولا عن شكل وجهه، بعد تجاوزه سن الرشد واستقرار شخصيته، وذلك لأن أسلوبه في الحيـاة سينعكس على تعابير وجهه ويسمها بميسمه الخاص، فأذا كان بخيلا سيظهر ذلك على الوجه، وإن كان لئيماً كريماً لطيفاً حزيناً سعيدا، فإن كل ذلك سينعكس على ملامح وجهه ويكوّن عليه بصمة شخصية مضافة إلى البصمة الأصلية التي جبله عليهـا الله سبحانه وتعالى.
فإذا أخذنا هذا الاحتمال بنظر الاعتبار يصبح بالإمكان القول أن الزوجين، في سن الشباب، سيصنع كل منهما لوجهه بصمة خاصة، هي البصمة التي تحدثنا عنها قبل قليل، فاذا ما اضفنا إلى هذا الاعتبار اعتباراً آخر هو أن الزوجين يقتسمان البيت نفسه، ويعيشان بيئة واحدة، ويتفاعـلان مع بعضهما البعض، ويتبادلان الحوار، وينظر كل منهما إلى الآخر طيلة الوقت، لقـادنا ذلـك إلى الاستنتاج بـأن هذه المعايشة المستمرة ستقودهما إلى تشابه في الحركات وطريقة الحديث، وربما حتى المفردات المستعملة في الكلام، الأمر الذي سيجعلهما يبدوان متشابهين بالشكل والمظهر عند النظر اليهمـا للوهلـة الاولى.
هذا الاحتمال الثاني برأيي هـو الذي يجعلنا نرى الأزواج متشابهين، وقد نجد له تطبيقات كثيرة على المشاهير من الأزواج، الذين يحيطون بنا ونراهم متشابهين في الشكل، فالبعض یری أن نور الشريف يشبه بوسي، وأن سامي عبد الحميد يشبه فوزية عارف وأن وجدي العاني يشبه هناء عبد القادر، وأن جعفر السعدي يشبه ماجدة السعدي وأن عزيز خيون يشبه عواطف نعيم، وهذه ليست قاعدة، ولربما وجدنا من الاستثناءات لها أكثر من التطبيقات، ولكن الموضوع برمته هو احتمال يقع ضمن منطقة الاحتمالات الظريفة.
رأيت ان ادلو فيه بدلوي……. ولو من باب الطرافة!

مجلة ألف باء 13-3- 2002

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

النصف الآخر للقمر

ميسلون هادي القادم من المستقبل قد يرى أعمارنا قصيرة، وعقولنا صغيرة، لأنها انشغلت بالصور المتلاحقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *