ميسلون هادئ……غزارة الإنتاج وبراعة الأداءمن الأحداث الفارقة والمائزة في حياتي

ميسلون هادئ……غزارة الإنتاج وبراعة الأداءمن الأحداث الفارقة والمائزة في حياتي،هو اللقاء بالروائية المبدعة ميسلون هادي،كان هذا في العام الماضي ٢٠٢٤م، وتحديدآ في معرض الكتاب الدولي ببغداد، فقد امدني هذا اللقاء ببعض الامل في محاورتها حول هموم الكتابة الروائية في العراق،على أني شعرت حينها بإغتباط لم أشعر قط بمثله، ولعل أكثر ما يثير الإعجاب بها، أنها صاحبة مشروع روائي مهم يقوم على إبراز دور المرأة العراقية في مواجهة الظروف القاهرة ،والإشتباك مع الضائقات التي تفرزها الحياة في العراق في ظل انظمة إستبدادية.وفدت إليها وأنا أحمل في عقلي التصور الذي يقوم على أنٌ المعرفة الحقيقية بالروائي (ايٌ روائي)على شرط يقينيتها وإبتعادها عن المعرفة الظنية،لا يمكن القبض عليها عن طريق ملاحقة النشاط الإبداعي له، ولاح لي حينها أنٌ تحقيق اللقاء معها ،ربما يفضي الى حوار ادبي موضوعي،وتكوين تصور جديد عنها ،غير الذي وصلنا عن طريق الكتابة.كان اللقاء قصيرآ ،ولم تجر الامور على ما خططت له، لكنني لم اخرج منه خالي الوفاض، فقد أهدتني روايتها الجديدة حينذاك(الامير ليس على مايرام) ،ووعدتها في المقابل ان اكتب عنها،وقد وفيت بوعدي.ميسلون هادئ ،سيدة عراقية جديرة بأن توصف باللطف والطيبة ، كما أنٌها تحتكم على ذكاء مفرط ومستحب ،وفيها كثير من السماحة وقليل من المرح ،لكنها تحرص على إخفاء تمظهراته.حينما أقبلت عليها بعد أن ارشدني الاستاذ سجاد الزيدي الى دار النشر التي كانت تتواجد فيها، كان كل همي هو ضبط مدركاتي وشحذها بغية الخروج من هذا اللقاء بأعظم النفع والفائدة ،وبقليل من الضجر ،على أني حرصت على تحقيق هذا بامانة وجلد.وصلت اليها،وجدتها تجلس على كرسي وامامها منضدة خشبية ،ويبدو انها كانت منخرطة في مهر تواقيعها على الروايات لطالبيها ،ومستحقيها.رفعت رأسها ،ونظرت اليٌ مستفهمة دون ان تنطق ببنت شفة،وعلى الفور قدمت نفسي لها بعد أن فهمت مرادها،إستبشرت خيرآ وتهللت تقاطيع وجهها، ثم بادرت ،وبأدب جم الى دعوتي بالجلوس حينما علمت اني ناقد روائي،وناولتني نسخة من روايتها ممهورة بإهداء رقيق.صرت الوم نفسي على تقاعسي وتأخري في اللقاء بها قبل ذلك اليوم،خاصة وأنها حضرت في العام ٢٠٢٣م الى إتحاد الادباء، حينها قفزت من مكاني مرحبآ بها.كتبت دراسة موجزة عن روايتها(الامير ليس على ما يرام) وارسلتها لها،وسرعان ما جاء الورد منها .كانت كلماتها مشحونة بالادب والإمتنان،فاستنتجت بأنها كانت قليلة المقدرة على مقاومة إنسانيتها الطافحة، ورغبتها في تقديم الشكر لي.أعترف بأنني لم أستطع -في ذلك اللقاء تحاشي التعريف بنفسي، لكنني وفي كل الاحوال ،لم أكن اسعى من وراء هذا التعريف تغليب مصالحي او تقديم مطامحي على حساب الهدف العام.أنا على المستوى الأدبي ،أحترم فيها خصال عديدة،منها انها إقتحمت عالم الأدب بخلفية إحصائية ،وهذا أمر نادر الوقوع ،وانها غزيرة الإنتاج ،ولكن ليس على حساب جودة الكتابة ،وانها سيدة بغدادية وقورة جديرة بالتبجيل.قاسم المشكور

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

الحياة السرية لوالتر متي

الحياة السرية لوالتر متي هدية حسينجريدة الصباحشباط 2025على مدى أكثر من أربعين عاما وأثناء عملها …