كبوة جواد

كبوة جواد
فوق الرأس إن فاز وإن خسر
ميسلون هادي
بقلب الأم أكتب موضوعي هذا، وليس بقلب الكاتبة الصحفية أو الأدبية، وقطعا ليس الرياضية، لأن كرة القدم هي أبعد ماتكون عن اهتماماتي، وذلك لسبب بسيط مفاده أن القلب الضعيف لايحتمل ألم الخسارة لأحد من الفرق المتبارية حتى وإن كان الخاسر ايطاليا أو ألمانيا أو فرنسيا، فكيف إذا كان الخاسر هو فريقنا الوطني والخاسرون هم أولادنا.
ولا آتي بجديد إن قلت أنه لم ولن يحدث في تاريخ العراق أو تاريخ الأمم أن لعبت كرة القدم دورا سياسيا كالدور الذي لعبته في العراق، عندما قامت منذ كأس آسيا ولحد الاّن بتوحيد العراق بمختلف ألوانه وأطيافه، وجمعتهم على مشترك واحد هو أسود الرافدين أبطال المنتخب (الوطني) الذي استحق لقبه الوطني عن جدارة منقطعة النظير يجب أن يقتدي بها كل حزب أو مؤتمر أو طرف يدعي الوطنية أو ينادي بها.
إن الشعب العراقي الذي أوشك أن يصبح على حافة اليأس من شدة الأهوال والأحزان التي مرت به، قد وجد في هذا الفريق خلطة سرية للأمل وحلا سحريا للحزن المزمن الذي يعيش فيه، وبالمقابل لم يقّصر هذا الفريق في مبادلة جمهوره حبا بحب وعطاء بعطاء وشهد الزمان له أنه قد سجل أعظم فرحة للعراقيين على الاطلاق، عندما بدد وحشتهم وكسرمنع تجوالهم وجعلهم يخرجون بالآلاف مبتهجين في العراق وجميع بقاع العالم في احتفالات لاسابق لها في تاريخ الكرة العراقية، فاذا حدث وخسرهذا المنتخب التاريخي في صولة من صولات الكرة، التي قد تخذل الأقوى وهو في عز مجده، فهل يجوز أن نتخلى عن هؤلاء الأبناء الأوفياء، أو نروج عنهم الأقاويل المسمومة، التي تريد النيل من مجدهم وشعبيتهم وأخلاقهم العالية كما فعل بعض الكارهين مع الأسف وحاولوا أن يروجوا له تلميحا وتصريحا؟.
نقول إنها كبوة جواد وإن هذه الخسارة لن تهز صورة المنتخب العراقي الذي يشعر الفائز عليه بالخيلاء والفخر العظيم لشدة ما يتمتع به من بأس، أما نحن فنشعر بمحبته مطبوعة في قلوبنا بختم لن تمحوه النتائج. فإن ربح فهذا فضل منه علينا، في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها، من حيث عدم وجود الأرض والمعسكرات والتسهيلات الأخرى، وإن خسر فو الله ليس عليه عتب على الاطلاق.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

النصف الآخر للقمر

ميسلون هادي القادم من المستقبل قد يرى أعمارنا قصيرة، وعقولنا صغيرة، لأنها انشغلت بالصور المتلاحقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *