وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
سباق المسافات الطويلة: عبد الرحمن منيف
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “سباق المسافات الطويلة” (1965)، للروائي السعودي عبد الرحمن منيف (عمّان/ 1933-2004).
لا شك إطلاقاً في أن عبد الرحمن منيف هو أحد كبار الروائيين العرب، بل هو عندي أحد أهم أربعة روائيين في تأريخ الرواية العربية، إلى جانب كل من نجيب محفوظ، والطيب صالح، وفؤاد التكرلي.
“من الطريف أن الريبة بالشخصية الغربية، ولاسيما الأمريكية، قد تأتي أحياناً من شخصيات غربية هي الأخرى، كما تعبر عن ذلك، مثلاً، إحدى الشخصيات الإنكليزية، في رواية (سباق المسافات الطويلة) عن الأمريكيين حين يأتي كلا الطرفين إلى الشرق. وكأن هذا يأتي في إطار التنافس ما بين الإنكليز، وربما الأوروبيين عموماً، والأمريكان.” من كتابي “نحن والآخر في الرواية العربية”.
“يا صديقي العزيز (…) المهمة التي تذهب من أجل تنفيذها كبيرة وخطيرة، وعليها يتوقف مستقبلنا في الشرق. أنت يا بيتر لا تعرف ماذا يعني الشرق، فالثروة ليست كل شيء. صحيح أنها مهمة جداً، لكنها ليست الشيء الوحيد. الشرق هو المستقبل، يجب أن نعترف بذلك، ومن يكسب هذا الشرق يكسب المستقبل” من رواية “سباق المسافات الطويلة” لعبد الرحمن منيف، ص220.