عن رواية يا كوكتي

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


يا كوكتي: جنان جاسم حلاوي
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، عام 1967، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وهي وفقات بسيطة ولا أدّعي أنها نقدية، خصوصاً أن بعضها قد يعود إلى بداية العشرينيات من عمري، وغالبيتها وليست كلّها ستكون عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “يا كوكتي” (1991)، لجنان جاسم حلاوي (1956).


جنان جاسم حلاوي أحد روائي الخارج العراقيين. له، إضافة إلى دواوين الشعر والقصص القصيرة، ست روايات، منها “ياكوكتي” (1991)، “ليل البلاد” (2002)، و”أماكن حارّة” (2006)، و”أهل النخيل” (2015).


تتميز رواية “يا كوكتي”، كما ربما عموم أعمال الروائي جنان جاسم حلاوي، بلغة خاصة تتجاوب مع ما تعبّر عنه بحسية غير عادية، خصوصاً حين يتعلق الأمر بالجسد وبالدواخل الإنسانية، بحيث تكاد اللغة تصير هل الشيء وليست معبّرة عنه فحسب. من ملفّاتي الخاصة عن الروايات المقروءة، الملف الخاص برواية “يا كوكتي”، لجنان جاسم حلاوي.


“لا يدري كيف سمح له (حسن)، بدخول مسبح بهو الإدارة المحلية.. ها تذكر، لقد طلب منه أن يلملم قناني البيبسي كولا، حول حوض المسبح، ليرتبها داخل صناديقها مقابل السماح له بالسباحة. المفاجأة صعقته تماماً، فهو لم ير نساء عاريات. نساء إنكليزيات بيضاً، شقراً، عيونهن زرق حلوات يسبحن مثل البط، وها إحداهن تطلب منه أن يأتيها بزجاجة بيبسي كولا، فتح لها القنينة، وجلس جنبها متفحصاً صدرها، وبطنها”. من رواية “يا كوكتي”، لجنان جاسم حلاوي، ص40.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *