عن رواية نزوة الموتى

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


نزوة الموتى: شاكر نوري
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “نزوة الموتى” (1992)، لشاكر نوري(ديالى/ 1949).


شاكر نوري أحد روائيي نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين في العراق، فأول رواية له “نزوة الموتى” صدرت عام 1991، ليواصل الكاتب بعد ذلك إصدار رواياته التي بلغت العشر، وآخرها “خاتون بغداد” التي فازت بجائزة كتارا للرواية في دورتها الأخيرة.


“تنطوي الرواية، عالماً وأجواءً وإلى حد ما شخصياتٍ، على الكثير من الغرابة واللامألوفية، وهي غرابة نظنها تأخذ من كافا شيئاً ومن الواقعية السحرية شيئاً، ومن الواقع الحقيقي الذي قد نعرفه وقد لا نعرفه شيئاً. ومن الجميل أن الكثير الغرابة والامألوفية يسم المدينة كما يراها بطل الرواية مع أنها مدينته التي يأتي إليها من باريس.” من الملف الخاص عن الرواية، ضمن ملفاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.


“قال جدي وهو يداعب سبحته: حين يشيخ الحصان يموت من الحزن.
“دخل غرفته. أخرج بندقتيه. ثم أطلق ثلاث رصاصات في عنقه، ونزع من رقبته قلادة حديدية كان قد علّقها في رقبته كرمز لتفوّقه وبسالته. تمدد الحصان في صحن المنزل. وما كاد يلفظ أنفاسه الأخيرة حتى بادره برصاصة الرحمة، فخمدت أنفاسه في الحال. هرع خالي من غرفته، ومن ثم هرعت جدتي وأمي! وبدأ الشجار بين جدتي وجدي. بعدها جرّوه بالحبال ودفنوه في بطن الوادي الرملي. لأول مرة رأيت النيران تنطلق من عينيّ جدي، كأنها عينا صقر يهجم على فريسته! ثم بدأ يبكي.” من رواية “نزوة الموتى”، لشاكر نوري، ص59.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …