عن رواية من يوميات السيد علي سعيد

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


من يوميات علي سعيد: عدنان رؤوف
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً، في آذار 1967، بأول رواية قرأتها وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة جداً، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “من يوميات علي سعيد”- على الغلاف “يوميات علي سعيد”- (1980)، لعدنان رؤوف.


عدنان رؤوف قاص وروائي عراقي بدأ الكتابة القصصية بداية الستينيات، وله مجموعة قصصية تحت عنوان “الشخص الثاني” صادرة عام 1961. اختفى من نهاية السبعينيات، ونظنه ترك العراق حينذاك ولكن غير معروف أين ذهب وأين استقر، وما عدنا نعرف عنه شيئاً.


“نحس، من بداية الرواية واستمراراً على امتدادها، بالتصادم بين قيم وروح ونفَس الشرقي، وقيم وروح ونفَس الغربي الذي يعني صعوبة اللقاء والالتقاء، كما يُعبر عنه بشكل خاص بزواج علي سعيد، خصوصاً حين يفتقد الكاتب في ذلك الموضوعية التي تحتاجها الرواية، خصوصاً حين يتحامل على المرأة الغربية ويتعاطف على الرجل الشرقي. وبرأيي أن الكاتب، في تعاطفه مع الرجل الشرقي، إنما يسيء للشرق والعرب، وتحديداً حين يتخذ من شخصية علي سعيد رمزاً للشرقي أو العربيي في أوروبا، مع حسن نية المؤلف في ذلك. فعلي سعيد إنسان مهزوز ولا يحمل من أصالة الشرق أو العرب الحقيقية، ولا يمتلك أي قدرة على إثبات كيانه وأصالة مواقفه.” من الملف الخاص بالرواية، ضمن ملفّاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.


“وصلتني صباح أحد أيام الأسبوع رزمة أوراق سميكة عن طريق البريد، تفوح منها رائحة القِدم والإهمال. كعادتي التي اكتسبتها من أمي مزّقت الغلاف الخارجي بعجلة، شعرت بالدهشة والعجب وأنا أقرأ بخط كبير على الصفحة الأولى (عشرة أيام في حياة السيد علي سعيد). تذكرت صديقي الذي اختفى فجأة ولم يعد يشاركنا حياتنا الرتيبة منذ سنوات طويلة.” من رواية “من يوميات السيد علي سعيد”، لعدنان رؤوف، ص5.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …