وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
منعطف الصابونجية: نيران العبيدي
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً، في آذار 1967، بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة جداً عبارة عن ملاحظة واحدة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “منعطف الصابونجية” (2014)، لنيران العبيدي (؟).
نيران العبيدي روائية عراقية لم نسمع بها قبل روايتها التي نعرض لها هنا، لكنها كاتبة تمتلك بالتأكيد ما يمكنها من تقديم أكثر.
” الكثير مما في الرواية يُحيلنا، بشكل أو بآخر، إلى سرد الرائد فؤاد التكرلي عالماً وأسلوباً وبناءً وهو يقوم على الإنسان العراقي، ولاسيما البغدادي، والبيئة العراقية أو البغدادية بعوالمها وأزقتها وبيوتاتها وأناسها وشخصياتها. وربما ضمن ذلك جاءت العامية في بعض الحوار وفي غيره، وكأن مبررها أن الرواية تقدم بغداد القديمة في رواية واقعية، التي ترتبط في الأذهان بالمدينة والأحياء القديمة، وبالشخصية البغدادية الشعبية النمطية، ولهجاتها، ولا نقول لهجتها، من بغدادية وكردية وتركمانية ويهودية، التي تتداخل، في الحوار والتداعي والحوار الداخلي للشخصيات مع اللغة الفصحى بإتقان جميل.” من موضوعنا المنشور عن الرواية.
“هل تريدين أن أسكب لك الشاي؟؟ السماور معمّر.. الآن غيّرت القوري كذلك معي بقصم وجُرُك من السراي خانة، وغداً طهور الولد ابن يونس وهو داعي أناس كثر وجالغي بغدادي، وسمعت الحجّي يقول ابن خيوكة معهم وكل شيء جائز ممكن أن يراك الناس وتحصل قسمة.” من رواية “منعطف الصابونجية”، لنيران العبيدي، ص15.