عن رواية ملائكة الجنوب

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


ملائكة الجنوب: نجم والي
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً، في آذار 1967، بأول رواية قرأتها وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة جداً، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “ملائكة الجنوب” (1976)، لنجم والي (ميسان/ 1956).


نجم والي أحمد الروائيين العراقيين المهمين في العقدين الأخيرين، وهو أحد أهم روائيي الخارج أو المنفى. له ثماني روايات.


ليست قليلة هي الجرأة التي تميز بها نجم والي في هذه الرواية، ليس لأنه اقتحم الأديان فيها، ولاسيما اليهودة والصابئية، بل لأنه اقتحم المسكوت عنه تحديداً فيما يخص ذلك، ولعل أوضح ما يكون ذلك هو، صراحةً وضمناً، طرحُ قضية الانتماء الوطني لليهودي العراقي وحضوره الفاعل في مراحل من تأريخ العراق الحديث. من الملف الخاص بالرواية، ضمن ملفاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.


“كثيراً ما ضحك نعيم، وعلّق، للأسف لا تسمع صوتك وتعرف كيف يرتجف حين تلفظ اسم ملائكة [اسم شخصية في الرواية] فيجيبه نور، لكنني غير مسموح لي أن أحب ملائكة، على عكسك. لماذا غير مسموح لك أن تحبها؟ فيقول له: لأنني من طائفة الصابئة، يا عزيزي وأنت مسلم، وملائكة يهودية من أهل الكتاب مسموح لهم الزواج من بعضهم، نوع من التحالف الثقافي كما ترى! فيعلّق نعيم، لكن أمي كانت صابئية أيضاً؟ فيرد عليه نور: ألا تسمع ما تقول؟ أنت تقول: أمك كانت صابئية. أما أبوك فهو مسلم. فيعلق نعيم بمزاح: إذن عليك أن تؤلف كتاباً عن دين أمي! فيردّه نور، من يستطيع أفضل منك القيام بذلك، أرجوك اكتب أنت لنا كتاباً عن الصابئة. فيجيبه نعيم: سأفعل.” من رواية “ملائكة الجنوب”، لنجم والي، ص131.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *