عن رواية مدام بوفاري

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


مدام بوفاري: غوستاف فلوبير
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً، في آذار 1967، بأول رواية قرأتها وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة جداً، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “مدام بوفاري” (1857)، للروائي الفرنسي غوستاف فلوبير(روان- فرنسا/ 1821-1880).


غوستاف فلوبير: أحد أكبر كتّاب القرن التاسع عشر الفرنسيين. من أشهر أعماله، إضافة إلى “مدام بوفاري”، “التربية العاطفية” و”سالامبو”.


“أنا مع من يقول إن براعة فلوبير تبلغ ذروتها حين ينخرط في وصف الضجر الذي تعاني منه بطلة الرواية (مدام بوفاري)، وفيه نجد أنفسنا نتعاطف معها ونشاركها أحاسيهسا، ويتواصل إعجابنا ببراعة الكاتب حتى ووصفه لبطلته وأحاسيسها بالضج والملل تتواصل عشرات الصفحات، وبالفعل لا يتسلل الملل إلينا ونحن نقرأ وصفه التفصيلي، حتى وهو يسرد سلسلة طويلة من الوقائع التافهة أو الضئيلة القيمة التي تنخرط فيها (إيما بوفاري)، وهو تماماً كما هو حال بعض روايات جين أوستن، التي تشدّك وتُمتعك حتى في أقسامها أو فصولها الطويلة التي لا تكاد تحوي غير اللغو والدردشات والحديث في أمور تافهة.” من الملف الخاص بالرواية، من ملفّاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.


“والملل؟! ذلك العنكبوت الصامت الذي يغزل نسيجه في الظلال، في كل ركن من أركان قلبها.” من رواية “مدام بوفاري”، لغوستاف فلوبير، ص90.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …