عن رواية لجوء عاطفي

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


لجوء عاطفي: عبد الستار البيضاني
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “لجوء عاطفي” (2004)، لعبد الستار البيضاني (بغداد/ 1958).


عبد الستار البيضاني أحد أبرز كتّاب القصة القصيرة العراقيين خلال الربع الأخير من القرن العشرين، وله خمس مجموعات قصصية. ولكنه كتب أيضاً روايتين، نتوقف هنا عند إحداهما.


“نجد الرواية تُعنى لا بالمادي والملموس على الأرض، بل بالأحاسيس والدواخل الإنسانية ممثَّلةً في أحاسيس بطلها ودواخله، ولا سيما إحساسه بالفقد الذي يتلبسه فنحسه وإياه حين تُروى الرواية بضمير المتكلم انطلاقاً من وعي هذا البطل ووجهة نظره. إن وجهة النظر هذه تكاد تبقى حتى حين تتحول الرواية، في آخر فصولها الثلاثة، إلى ضمير الغائب، ظاهرياً على الأقل، إذ ينقل لنا (حازم)، راوي هذا الفصل، كلام صديقه (مرتضى) عن نفسه للطبيب النفسي ليكون جل هذا الفصل، مثل الفصلين السابقين، مقدماً فعلياً بضمير المتكلم.” من دراستي القصيرة “رواية الإنسان في زمن الحرب (لجوء عاطفي) لعبد الستار البيضاني.


“كنتِ تلوحين لي كأنني أراك بجبهتك العالية وقميصك الأبيض، تمسحين عني غبار الغربة ووحشة الليالي التي أقضيها مع أحلام ذبحَتْها الحرب، لو لم تنشب الحرب ربما أمسكتك منذ تلك اللحظة، (هل تعلمين أن أول شيء ذبحَتْه الحرب في رأسي هو تلك اللحظات الحياتية الرائعة التي كنت أقف فيها تحت تمثال السياب بانتظار العَبّارة المحمّلة بالنوارس)، ذلك زمنٌ لا يُعوَّض وحياةٌ أخذتْها الحرب ولم يستطع أحد أن يعوضها لنا”- من رواية “لجوء عاطفي، لعبد الستار ناصر، ص29.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *