وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
كبرياء وهوى: جين أوستن
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بـأول رواية، في آذار 1967، وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ نشر سلسلة وقفات قصيرة، على حسابي في الفيس بوك، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو من ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات، وهي وفقات بسيطة ولا يمكن أن أدّعي أنها نقدية، خصوصاً أن بعضها قد يعود إلى منتصف السبعينيات حين كنت لما أزل في بداية العشرينيات من عمري. وستكون غالبية وقفاتي وليست جميعها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “كبيرياء وهوى” (1714)، لجين أوستن (هامبشاير- إنكلترا/ 1775-1817)
جين أوستن هي إحدى أهم الروائيات والروائيين الإنكليز والعالم، وتعود إليها، حسب بعض مؤرخي الأدب ودارسي الرواية ونقادها، بداية الرواية الفنية التي نعرفها اليوم. عُنيت رواياتها بمجتمع القرن نهاية القرن الثامن عشر الإنكليزي، ولاسيما ما يتعلق منه بمُلاك الأراضي والنساء. أشهر رواياتها “كبرياء وهوى”، و”العقل والعاطفة”، و”إما” أو “إيما”.
“قد تبدو الكثير من فصول الرواية، ولاسيما العشرين الأولى، ملأى بالحشو والزيادات التي قد لا تقدم، في حواراتها مثلاً، إلا لغواً. ولكن سرعان ما نعي أن مثل هذا متعمد إذ أُريد به أن يكون حياة نوع من الناس في عصر بعينه، لأن مثل هذه الحوارات تُسهم تماماً في تقديم ذلك. والطريف أنك، قارئاً، ربما تتلمس زياداتٍ وحشواً، لكنك من النادر أن تستاء من ذلك أو تملّ، بل أكثر من ذلك قد تستمتع به، وهذا بعضٌ من عبقرية الروائية الكبيرة وروايتها الشهيرة.” من الملف الخاص بالرواية، ضمن ملفّاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.
“من الحقائق التي يقرّ بها الناس جميعاً، أنّ الأعزب الذي يمتلك مالاً وفيراً لا بد أنْ يكون في حاجة إلى زوجة. وبرغم أن معرفة مشاعر مثل هذا الرجل أو آرائه قد لا تكون شائعة على نطاق واسع لدى ظهوره لأول مرة في الجيرة المحيطة به، فإنّ هذه الحقيقة تُعدّ راسخة تماماً في عقول الأسر المجاورة، لدرجة يعتبر معها هذا الرجل ملكية مشروعة لهذه الفتاة أو تلك من كريمات هذه الأسر.” من رواية “كبرياء وهوى”، لجين أوستن، 1:17.