وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
عالم النساء الوحيدات: لطفية الدليمي
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بـأول رواية، في آذار 1967، وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ نشر سلسلة وقفات قصيرة، على حسابي في الفيس بوك، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو من ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات، وهي وفقات بسيطة ولا يمكن أن أدّعي أنها نقدية، خصوصاً أن بعضها قد يعود إلى منتصف السبعينيات حين كنت لما أزل في بداية العشرينيات من عمري. وستكون غالبية وقفاتي وليست جميعها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “عالم النساء الوحيدات” القصيرة (1986)، للطفية الديلمي (ديالى/ 1939).
لطفية الدليمي إحدى القاصات المؤسِّسات للقصة العراقية القصيرة، ولعلها أهم المتربعات على القصة النسوية العراقية لاسيما في المدة الممتدة من السبعينيات إلى التسعينيات. لكنها روائية كبيرة أيضاً، فضمن الاستفتاء الخاص الذي نظمتُه شخصياً عن الروائيين العراقيين والروايات العراقية الأكثر انتشاراً بين القراء والنقاد خلال المدة الممتدة من 1919 إلى 2010 جاءت الروائية لطفية الدليمي ضمن الروائيين السبعة الأكثر مقروئية.
“هذه برأيي إحدى أهم الروايات العراقية التي تمثّلت المرأة العراقية في النصف الثاني من القرن العشرين، في همومها وخصوصياتها، وفي الوقت نفسه عبّرت خلال ذلك أو ضمنه عن همّ المرأة الإنسانة بمعزل عن هويتها وجنسيتها وانتماءاتها.” من الملف الخاص بالرواية، ضمن ملفّاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.
“في الأيام الأخيرة صارت كلمة الآنسة توحي بقدر من السخرية والإشفاق- ولكنني مثل كل المزهوين بأنفسهم- أعمد إلى وضع غشاء التجاهل على بصيرتي، ولا أعبأ بما تنطوي عليه الكلمات من تعريض وإيحاءات جارحة، ولم أكن أهتم بنبرة الضواري في أصوات الرجال من حولي، النبرة المموهة ببراعة وخبرة عصور القنص الماضية، ولكنني لم أنحدر يوماً إلى مستوى الطريدة.” عالم النساء الوحيدات” القصيرة، للطفية الدليمي، ص13.