وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
ساعة بغداد: شهد الراوي
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “ساعة بغداد” (1986)، لشهد الراوي (بغداد/ 1986).
شهد الراوي كاتبة شابة، معروفة بين الشباب، وليس لديها من المؤلفات غير رواية “ساعة بغداد”.
واضح أن الكاتبة تمتلك أفكاراً، كل فكرة منها صالحة لأن تُكتب قصةً أو روايةً، وتمتلك خيالاً يساعد أي أديب، وكاتب سرد في كتابة أي نوع واقعي أو خيالي يختاره من القصص والروايات، وفوق ذلك هي تمتلك لغة غير عادية في جمالها وإيحائيتها. والآن هل هذا يكفي لكتابة رواية فنية مقنعة؟ بالتأكيد لا، فهناك ما لا يمكن لأي كاتب يمتلك هذه الأدوات الثلاث أن يكتب رواية دونه، نعني معرفة كيفية استخدام هذه الأدوات وكيفية أشتغال عناصر الرواية، فافتقاد الكاتب لهذا يودي بأي محاولة يكتبها إلى فوضى واضطراب، وهو ما وقع، برأينا، لـ”ساعة بغداد”. فواضح أن الكاتبة لا تمتلك أي درجة من الخبرة والحِرَفية في الكتابة الروائية. من الملف الخاص بالرواية، ضمن ملفّاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.
"قبل أن أغمض عينيّ، رأيتها تبتسم وهي نائمة، تحرك شفتيها ببطء كأنها تتحدث مع نفسها. اقتربتُ منها وأنا مندهشة ووضعتُ وجهي مباشرة أمام وجهها، شاهدتُ أطيافاً ملوّنة تتحرك حول جبينها، خيالات لم أرَ مثلها من قبل تظهر وتختفي ثم تعود، كنت في هذه اللحظة أرى أحلامها، وهذه أول مرة في حياتي أدخل فيها إلى أحلام أحدهم."- من رواية "ساعة بغداد"، لشهد الراوي، ص12.