ميسلون هادي والدكتور نجم عبدالله كاظم موقع الكاتبة العراقية ميسلون هادي و الدكتور نجم عبدالله كاظم
وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
رجل في المحاق: غازي العبادي
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة شتى دارت فيها أحداث المئات من الروايات، عراقية وعربية وعالمية، التي قرأتها بدءاً بأول رواية أقرأها في حياتي، “الحمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، سنة 1966، وكنت حينها في الخامسة عشرة من عمري، بدأتُ سلسلة توقفات قصيرة جداً عند روايات مختارة منها، مستلةً من موضوعاتي المنشورة أو كتاباتي غير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات الخاصة عن تلك الروايات، حيث أتوقف كلّ بضعة أيام عند رواية. وستكون غالبية وقفاتي عند روايات عراقية، ثم عربية، وأحياناً عالمية. وقفتي اليوم عند رواية “رجل في المحاق” (1996)، للروائي غازي العبادي(ميسان/ 1935-1998).
غازي العبادي أحد قاصي الستينيات الذين تواصل نتاجهم إلى وفاته في نهاية التسعينيات. له إلى جانب المجاميع القصصية التي بلغ عددها 13 مجموعة، أربع روايات كان آخرها الرواية التي نتوقف عندها هنا.
قضية الرواية أو موضوعها ربما تنفرد به “رجل في المحاق” بين الروايات العراقية. (مرام)، الولد الذي يُرزقه والداه بعد ثلاث عشرة بنتاً، يكتشف، وهو شاب له خطيبة يُفترض أن يتزوجها قريباً، إنما هو أنثى/ بنت هو الآخر يُغطي عضوها التناسلي نتوء لحمي يُوهم أهلها بأنه عضو ذكري، يبدأ يضمحل تدرجياً في بلوغه. وهكذا يعيش أزمةَ كيف ولمن يكشف حقيقته؟ وهكذا تصير هذه الأزمة هي خط الرواية وقضيها، وكل ذلك والبطل/ البطلة يلتحق أو تلتحق بأداء الخدمة العسكرية في زمن حرب. والكاتب ينجح في توظيف هذه القضية/ الأزمة في موقف صاحبها من العسكرية والحرب وما يجب أن يفعله. من ملاحظاتي الخاصة عن رواية “رجل في المحاق” لغازي العبادي.
“كيف له أنْ يفعل في تلك الليلة، تلك الساعة الحرجة التي يجب عليه فيها أن يبرهن على رجولته دون تردّد دون تردّد أنْ تظهر على جبينه قطرة عرق واحدة لا من الحياء، ولا من الخوف، كما سبق له أن حدث له في ليلة شتائية سابقة قبل سنوات عندما وسوس له شيطان ابن اخته شوقي وحثه على زيارة بيت هادئ فيه سيدات لطيفات في أحد الأحياء السكنية النائية”. من رواية “رجل في المحاق”، لغازي العبادي.
