وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
دوامة الرحيل: ناصرة السعدون
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بـأول رواية، في آذار 1967، وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ نشر سلسلة وقفات قصيرة، على حسابي في الفيس بوك، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو من ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات، وهي وفقات بسيطة ولا يمكن أن أدّعي أنها نقدية، خصوصاً أن بعضها قد يعود إلى منتصف السبعينيات حين كنت لما أزل في بداية العشرينيات من عمري. وستكون غالبية وقفاتي وليست جميعها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند قصة “دوامة الرحيل” (2014)، لناصرة السعدون(واسط/ 1946-2020).
ناصرة السعدون تحمل شهادة البكلوريوس في الاقتصاد ودبلوم في اللغبة الفرنسية، وهي مترجمة وروائية، بل هي إحدى الروائيات العراقيات الرئيسات، إلى جانب سميرة المانع وميسلون هادي وعالية ممدوح وإبتسام عبد الله، ولطفية الدليمي، وإنعم كجه جي وأُخريات. هي ولديها خمس روايات آخرها “دوامة الرحيل” التي فازت بجائزة (كتارا) لعام 2016.
“مع اختلاف الرواية كثيراً، في تقديم الشخصية الشرقية أو العربية في الغرب، التي اعتادت الروايات العربية تقديمها من خلال شخصية رجل جذاب وذكي وساحر ومتميز في كل شيء، كون هذه الرواية تقدمها من خلال شخصية امرأة/ البطلة ومن وجهة نظر امرأة/ الكاتبة، فإنها مع هذا تلتقي كثيراً، مع الصورة النمطية النموذجية، فتقدم بطلتها ذكية وقوية ومتفوقة على الجميع في دراستها العليا، بل هي حتى في ممارسة الرسم تتفوق على الجميع وتثير الجميع برسوماتها وكأنها أحد الرسامين العالميين.” من الملف الخاص بالرواية، ضمن ملفّاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.
” مستر إيستوود.. إنك لا تعرفني، ولا تعرف الظروف التي مرّتْ بي، لكن عليك أن تعرف أن أية علاقة بيني وبينك، نهايتها الحتمية الفراق. إن ما يفرّق بيننا، أعظم بكثير مما يجمعنا، ولهذا حرصت منذ البداية على عدم تشجيعه، محاولة الابتعاد عنه، والآن قررت الرحيل عن بلدكم، والتأي عن ولدك.. وأتمنى له السعادة من كل قلبي.. بعيداً عني..” من رواية “دوامة الرحيل”، لناصرة السعدون، ص410.