وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
حليب المارينز: عواد علي
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “حليب المارينز” (2008)، لعواد علي (كركوك/ 1957).
أكثر ما عرف عن عواد علي أنه ناقد فني مسرحي، ولكن له كتابات صحفية ونقدية مختلفة، والأهم هنا أنه دخل عالم الرواية بروايته الأولى “حليب المارينز”- 2008- التي أتبعها برواياات أخرى منها “حماقة ماركيز”- 2014- و”أبناء الماء”- 2016- وغيرها.
“تعبّر إحدى شخصيات رواية عواد علي، (حليب المارينز)، صراحةً عن الوعي بزيف ادعاء الغرب، وهنا تحديداً أمريكا، بشن الحرب بدافع التحرير ونشر الحرية… وإذا كان الموقف من الحرب هكذا، فليس غريباً أن تكون ردات أفعال الكثير من الشخصيات العراقية والعربية عموماً، بل حتى الأجنبية، سلبية تجاه الحرب التي شنها الغرب وأمريكا على العراق. فهذا سائق تاكسي عربي/ كندي وهو يكلم (سامر) إحدى شخصيات رواية عواد علي نفسها، يعبّر عن أسفه لسقوط بغداد في قبضة المارينز” من كتابي “نحن والآخر في الرواية العربية المعاصرة”.
“”إن المارينز لم يدخلوا بغداد حاملين مشعل الحرية، ولم تذهب أميركا إلى العراق كي تُرضع شعبه من ثديها المدرار بالحليب المجاني، بل لتهبه صندوق باندورا المشؤوم.” من رواية “حليب الماينز”، لعواد علي، ص63.