عن رواية حبات النفتالين

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


حبات النفتالين: عالية ممدوح
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، عام 1967، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وهي وفقات بسيطة ولا أدّعي أنها نقدية، خصوصاً أن بعضها قد يعود إلى بداية العشرينيات من عمري، وغالبيتها وليست كلّها ستكون عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “حبات النفتالين” (1986)، لعالية ممدوح (بغداد/ 1944).


عالية ممدوح اسم مهم ضمن أسماء الروائيين العراقيين. وهي إحدى أهم الروائيات تحديداً بينهم. روايتها “المحبوبات” حاصلة على جائزة نجيب محفوظ للرواية عام 2004. لها ثماني روايات والتاسعة في الطريق.


“إن الكاتبة معجونة في هذين الجانبين، اللغة الخاصة بسرديتها ووصفيتها، والبيئة العراقية، فجعلت من الأولى معبّرة تماماً عن الثانية، ليكون تمثّلها للواقع الذي تريد معبّراً تماماً ضمن خط الرواية وغايتها. هذا الغرق الجميل يتجسد في المفردة والجملة والتعبير والأسلوب عموماً، وفي ما تعبر عنه من شخصيات وخصوصيات وحوارات وخلفيات نراها مباشرة أحياناً، ونحسها غير مرئية أحياناً أخرى”. من دراستي “تمرّد المرأة بين الظلم الموروث والوعي بالسلطة البترياركية في رواية (حبات النفتالين)، لعالية ممدوح”.


“حين تصيرين مع عمّتك وجهاً لوجه، تأخذك معها للشارع للزيارات. يدك بيدها، وعباءتها السوداء تحدَّد كياناً جديداً وغامضاً وهي تمرّ أمام الدكاكين، المقاهي. كانت حركة (البابوج) تدخل الجميع في حزمة من التخيّلات. تتمهّل، تتباطأ. تمشي وكأنها ترقص. الأولاد يبتعدون قليلاً كي نمرّ. الشباب يطلق صفيره الواطئ. الرجال يتأوّهون، وهي لا تنظر إلى أحد.. يهتفون بعد أن نبتعد: (فداءً للبابوج)”. من رواية “حبات النفتالين”، لعالية ممدوح، ص24.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *