عن رواية الهشيم

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


الهشيم: جهاد مجيد
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بـأول رواية، في آذار 1967، وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ نشر سلسلة وقفات قصيرة، على حسابي في الفيس بوك، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو من ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات، وهي وفقات بسيطة ولا يمكن أن أدّعي أنها نقدية، خصوصاً أن بعضها قد يعود إلى منتصف السبعينيات حين كنت لما أزل في بداية العشرينيات من عمري. وستكون غالبية وقفاتي وليست جميعها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “الهشيم” القصيرة (1974)، لجهاد مجيد (؟).


جهاد مجيد قاص وروائي ابتدأ ستينياً، إذا ما اتفقنا على امتداد جيل الستينيات إلى منتصف السبعينيات، وقد أصدر أول رواية وهي “الهشيم” سنة 1974. وهو على أية حال لم يبقَ عند ضفاف ذلك الجيل، وخرج عليه في رواياته ومجاميعه الصصيه التالية. له من الروايات أربع.


قد يكون بطل الرواية مهزوماً، ولكن ولكن ما أو مَن الذي هزمه؟ سؤال قد تتطلب الإجابة عليه قراءة الرواية كلها والاجتهاد في أن نقول، بعد ذلك، هذا أو ذاك، لكن الذي ربما نتفق عليه أن هذا البطل ابن الأزمات والتأزّمات الفردية، التي كثيراً ما يكون المعبّر عنها سريدياً ضمير المخاطب غير المستحب عموماً في الرواية، هي إحدى سمات الستينيات ودخلت بعض رواياتها، كما في “السجين” لأنيس زكي حسن، و”ضباب في الظهيرة” لبرهان الخطيب، و”عراة في المتاهة” لمحمد عبد المجيد، وبالطبع “الهشيم” لجهاد مجيد، ومرة أخرى إذا اتفقنا على اعتبارها سيتينة التوجه أو النفَس. من الملف الخاص بالرواية، ضمن ملفّاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.


“ترتقي السلالم العريضة، ترتفع بك، أنت لا تخلّفها، بل تخلّف ماضياً سخيفاً. بسحقك هذا السلالم، قاصداً غرفتك في الدائرة، تسحق وضعك السابق كله، تسحقه بذائك بقوة… أنت تصعد السلالم العريضة الواطئة، ترتفع عن ماضٍ شدّك إلى الذلة والامتهان. وجذّر فيك الكآبة والألم، سوّد نفسك، لم يمنحك لحظة هانئة واحدة، ولم يهبك خيطاً مضيئاً ولو رفيعاً يخفّف ظلمتك.” من رواية “الهشيم” القصيرة، لجهاد مجيد، ص65.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *