عن رواية النهر

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


النهر: ناجح المعموري
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً، في آذار 1967، بأول رواية قرأتها وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة جداً، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “النهر” (1978)، لناجح المعموري (بابل/ ؟).


ناجح المعموري، في الأصل، قاص وروائي، تحوّل إلى الاهتمام العميق بالأساطير والأديان، ولاسيما ما يتعلق منها بالعراق القديم، وباليهود والكتب المقدسة والتوراة. من أعماله الروائية المهمة، “مدينة البحر”.


“أكثر من كونها رواية بخط حدثي، هي انطباعات وذكريات ومشاهدات عن النهر وعن الحياة على ضفتيه، وتبعاً لذلك، وليس من حاجة رواية بخط حدثي، يطيل الكاتب كثيراً في وصف النهر وتتداعى الأفكار عنه بخيره، حيث الحياة والاصيد، وشره حيث الموت. وبما يشبه أصداءً لذلك تحضر، في تداعيات البطل وذكرياته وأفكاره، الحلة في الحاضر، والقرية في الماضي.” من الملف الخاص بالرواية، ضمن ملفّاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.


“أقطع المسافة بين البيت وكازينو الشاطئ مشياً بطيئاً، متخذاً من ذات الطريق درباً، لكنه ملتوٍ مرّ بشوارع عديدة منها فرعي وآخر عام أمرّ بها على أماكن متعددة، أرى بعض الأصدقاء والمعارف الذين انتقلوا من القرية إلى المدينة، وعملوا في مهن مختلفة، منهم قهوانياً، وصاحب دكان، ومطعم، ولذا وبسبب ذلك فإن طريقي يستغرق وقتاً طويلاً، وعندما أعود للبيت، أقدّم تقريراً عن القرية وحواثها إلى زوجتي.” من رواية “النهر”، لناجح المعموري، ص10.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …