عن رواية النزلاء القصيرة

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


النزلاء: حميد المختار
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “النزلاء” القصيرة (2014)، لحميد المختار (بغداد/ 1956).


حميد المختار قاص وروائي ومسرحي وصحفي. مع أن حضوره الملفت، لاسيما على الساحة الروائية العراقية، تحقق خلال السنوات العشر الأخيرة، فإن مسيرته الروائية والقصصية تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي. له ست روايات وست مجاميع قصصية.


لا يمكن لقارئ هذه الرواية القصيرة إلا أن يحس بأنفاس التيار الستيني تتردد فيها، وإذا ما استدركنا وقلنا لكن الكاتب بعيد زمنياً عن الستينيين، فإن دراستنا “أنفاس التيار الستيني في الرواية العراقية”، المنشورة عام 2006، تذلل هذه (الإشكالية) بتعرضها للتيار الستيني في رواية ما بعد الستينيات. هنا لا يمكن إلا نقول: لعل حميد المختار هو أحد أكثر الكتّاب الذين استفادوا من الستينيين، وكتبوا بأسلوبهم، ولكن مع خصوصية تجعله لا ينتمي إليهم بل يتواءم مع زمنه ومعاصريه. من الملف الخاص عن الرواية، ضمن ملفاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.


“أحاول الخروج من نوافذ سود، فتفاجئني صرخة الطريدة المتهالكة وأرتبك أنا بين الأصوات المختلفة والآنية من النوافذ السود، أترك المدينة تلو المدينة، أصادف خلالها الأموات، والغربان، وشواهد القبور، ووجوهاً متربة، ومحطات وقطارات تعوي بلا توق، فأشرب عصير الحياة الدامية من آنية مصنوعة من رماد، والتي تذوب في راحة اليد أو على الشفاه الجافة المتشقّقة.” من رواية “النزلاء” القصيرة، لحميد المختار، ص21.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …