وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
المسكونون: عبد الرزاق المطلبي
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً، في آذار 1967، بأول رواية قرأتها وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة جداً، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “المسكونون” (1986)، لعبد الرزاق المطلبي (؟).
عبد الرزاق المطلبي، أحد كتّاب الريادة الفنية للرواية العراقية، إذ أسهمت روايته المعروفة “الظامئون”- 1967- في إخراج ريادة غائب طعمة فرمان الفنية، في “النخلة والجيران-1966-، من أن تكون فردية. له سبع رويات وقد تزيد.
“في بعض مراحلها، خصوصاً في عمليات البحث العملي عن الكنز، تكاد تصير رواية مغامرات، مع رمزية بعض هذه المغامرات، وفي مراحل أخرى تقترب من العمل الواقعي، بينما تقترب في مراحل أو مواقف ثالثة من الحكاية، وفي كل ذلك يبقى الكنز يتأرجح في ما نراه علي بين الحقيقة والوهم.” من الملف الخاص بالرواية، ملفّاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.
“فجأة انقطع خيط السكون، وتلبّدت سماء مدينتنا الصغيرة بدوامات الغبار، فتطايرت أشياء كثيرة مما في الشوارع الترابية، وباحات البيوت والبراري خارج المدينة، وبلغت أعالي النهر الصغير، وتوغّلت بعيداً في الغابة الكثيفة غربها، وقد استيقظ الناس على خبر غريب! (وُجد علاّم الحاوي مقتولاً في بيته).” من رواية “المسكونون”، لعبد الرزاق المطلبي، ص39.