عن رواية المحبوبات

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


عالية ممدوح: المحبوبات
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً، في آذار 1967، بأول رواية قرأتها وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة جداً، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “المحبوبات”، لعالية ممدوح (بغداد).


عالية ممدوح اسم مهم ضمن أسماء الروائيين العراقيين. وهي إحدى أهم الروائيات بينهم. روايتها “المحبوبات” حاصلة على جائزة نجيب محفوظ للرواية عام 2004. لها ثماني روايات والتاسعة في الطريق.


“ولكي لا يُنظر إلى ما نراه بُعداً إنسانياً، في علاقات المحبوبات بصديقتهن، على أنه مجرد تعبير عن علاقة صديقات بعينهنّ بصديقة بعينها تعيش ظرفاً غير عادي، تدعم الرواية هذا البعد الإنساني للغرب، المقدم من خلال الصديقات المحبوبات الغربيات، بشخصية الفرنسية (انجليك) جارة (سهيلة)- التي تعتبرها مثل ابنة لها، التي تقوم، قبل هذه الأزمة، بمحاولة توفير الحماية لـ(سهيلة) حين يُضرب العراق على أيدي البلدان الغربية المتحالفة وضمنها فرنسا، فتعرض عليها الإقامة في بيتها الريفي بقريتها في الجنوب الفرنسي.” من كتابي “نحن والآخر في الرواية العربية المعاصرة”.


تقول الفرنسية (أنجليك) للعراقي (نادر): “أثناء الحرب، كان بلدكم يُضرب من الجميع، حتى من فرنسا. نزلتُ إليها فجراً، وشاهدتها تبكي بصمت، عانقتها وبكينا معاً في الممر. كانت أمك أكثر خجلاً مني… عرضتُ عليها الإقامة في قريتي في الجنوب، في البيت الريفي، لكنّها أشاحت برأسها عني لكي تمسح دموعها. أجابتني: لا عليك يا أنجليك، هذا قدرنا.” من رواية “المحبوبات”، لعالية ممدوح ص129.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *