عن رواية الليل والنهار

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


الليل والنهار: فيصل عبد الحسن حاجم
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بـأول رواية، في آذار 1967، وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ نشر سلسلة وقفات قصيرة، على حسابي في الفيس بوك، مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو من ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات، وهي وفقات بسيطة ولا يمكن أن أدّعي أنها نقدية، خصوصاً أن بعضها قد يعود إلى منتصف السبعينيات حين كنت لما أزل في بداية العشرينيات من عمري. وستكون غالبية وقفاتي وليست جميعها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “في الليل والنهار” (1985)، لفيصل عبد الحسن حاجم (البصرة/ 1953).


فيصل عبد الحسن حاجم كاتب عراقي أحد كتّاب الخارج العراقيين، خرج من العارق عام 1995، يعيش في الدار البيضاء بعد أن تنقّله قبلها بين مدن عربية عديدة. هو أحد أفضل كتّاب أدب الحرب العراقيين، مع أن لم يكن تعبوياً في كتاباته. له أكثر من اثني عشر عملاً تتوزع بين الرواية والقصة القصيرة


وهو يكتب رواية حرب، يفلت فيصل عبد الحسن حاجم، في روايته هذه من الانجرار إلى أمرين أو، على الأقل، إلى أحدهما: الأمر الأول هو التعبئة التي كانت مطلوبة من كاتب أدب الحرب العراقي في الثمانينيات. والأمر الثاني هو صور القتال والمعارك إلا بحدود، بل هو يميل بروايته إلى أن تكون روايةَ أحاسيس إنسانية وتعبير عن ما يتناقض مع الحرب، خصوصاً من خلال أوضاع شخصيات المقاتلين في الجبهات، كما في مقطع صناعة مقاتل لآلة عودٍ من بقايا أسلحة الموت. من الملف الخاص بالرواية، ضمن ملفّاتي الشخصية عن الروايات المقروءة.


“قال جندي العود للجندي الآخر: (اتلُ علينا قصيدتك التي تقول فيها إن جرح صديقك لا يزال ينزف إلى الآن.) ابتسم الجندي الآخر، وقال: (ليست قصيدة، إنها بلا وزن وهي أقرب إلى النثر منها إلى الشعر.) قال جندي النار، وهو يقطع الصمون بمطواة صغيرة: (سنسمعها، لكننا سنقطع من طعامك بمقدار الوزن المفقود في قصائدك).” من رواية “الليل والنهار” القصيرة، لفيصل عبد الحسن حاجم.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الضفة الثالثة: أسعد محمد عليبعد خمسة عقود من العيش وسط …