وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها
الظامئون: عبد الرزاق المطلبي
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، عام 1967، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وهي وفقات بسيطة ولا أدّعي أنها نقدية، خصوصاً أن بعضها قد يعود إلى بداية العشرينيات من عمري، وغالبيتها وليست كلّها ستكون عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “الظامئون” (1967)، لعبد الرزاق المطلبي (ميسان/ 1943).
عبد الرزاق المطلبي، أحد كتّاب الريادة الفنية للرواية العراقية، إذ أسهمت روايته المعروفة “الظامئون”- 1967- في إخراج ريادة غائب طعمة فرمان الفنية، في “النخلة والجيران-1966-، من أن تكون فردية. له سبع رويات وقد تزيد.
“تقدم رواية “الظامئون” موضوعاً جديداً في الرواية العراقية[على أن لا ننسى كلّياً رواية (اليد والأرض والماء)- 1948- لذي النون أيوب”، إذ تُصوّر مجموعة من سكان الريف وهم يكافحون من أجل البقاء والثبات خلال فترة مجدبة تتعرض لها أرضهم وتربتهم. تنقسم هذه (المجموعة)، تبعاً لمواقفها المتباينة من الأزمة، إلى مجموعتين رئيستين مع وجود آخرين غير محددين لمواقفهم بشكل قاطع أو حاسم. المجموعة الأولى تقاوم الطبيعة من خلال بحثها عن الماء في الأرض، بعد أن تحجب السماء عنهم المطر… أما المجموعة الثانية فهي لا تؤمن بعطاء الأرض ولا بالإنسان بشكل كاف ليجعلها تسعى لإيجاد بديل عن المطر، لذا فهي تنتظر– فقط– نزول المطر، وفي النهاية، حين تفقد الأمل في ذلك، تقرر ترك (البلدة)”. من كتابي “الرواية في العراق 1965-1980، وتأثير الرواية الأمريكية فيها”.
“… وبصوت عالٍ قال الأب:
“- يجب أن نحول دون رحيلهم.
“… ورد [هاشم] على أبيه:
“- هامل يرحل..
“- ليرحل بوحده.. ولكنهم يجب أن لا يرحلوا.. والله عيب.. عيب على الإنسان يترك أرضه ويرحل..”. من رواية “الظامئون”، لعبد الرزاق المطلبي.