عن رواية الضفة الثالثة

وقفات قصيرة جداً
عند روايات قرأتها


الضفة الثالثة: أسعد محمد علي
بعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة دارت فيها أحداث المئات من الروايات التي قرأتها، بدءاً بأول رواية وكانت “حمار الحكيم” لتوفيق الحكيم، بدأتُ سلسلة وقفات قصيرة مستلةً من كتاباتي المنشورة وغير المنشورة أو ملاحظاتي التي درجت على تسجيلها في المئات من البطاقات عن تلك الروايات. وستكون غالبية وقفاتي وليست كلّها عند روايات عراقية. وقفتي اليوم عند رواية “الضفة الثالثة” (1981)، لأسعد محمد علي (بغداد/ 1923-2000).


أسعد محمد علي معروف موسيقياً، عازفاً على الكمان في الفرقة السيمفونية العراقية ومديراً لها، أكثر منه أديباً، الواقع هو موسيقي وروائي وناقد كان معنياً بموضوع الأدب والموسيقى. له روايتا “الضفة الثالثة”- 1981- و”الصوت والدوي”- 1991.


كما الصورة النمطية لأبطال روايات عربية كثيرة عُنيت بالآخر، تقدم رواية أسعد محمد علي “المجرية (آنا) التي تكون قد تعرضت من مدة طويلة إلى اعتداء جنسي من صديقها جعلها تتعقد من الجنس والممارسة الجنسية حتى يأتي العربي العراقي ليُخرجها من ذلك.” من كتابنا “نحن والآخر في الرواية العربية المعاصرة”.


“اختارت آنا المكان. كان اختيارها متفقاً مع ذوقي.. مطعم صغير تتوافر فيه البساطة والأناقة معاً، صالته مستطيلة تمتد فيها الموائد على شكل خطوط متوزاية ودوائر، وكان الناس يشغلون الموائد كلها تقريباً، وهناك في الزاوية يجلس أعضاء الفرقة الموسيقية بملابسهم الشعبية المزخرفة وهم يعزفون ألحاناً خفيفة أصغيتُ لها برهة، ثم التفتُّ غلى آنا فتبادلنا نظرة حميمة غبطتُ نفسي عليها إذ تخيّلت أني على وشك الدخول إلى عالمها، وهذه مسألة تحتاج إلى انتباه خاص لأني إزاء إنسانة جديرة بذلك.” من رواية “الضفة الثالثة”، لأسعد محمد علي، ص27.

عن fatimahassann23

شاهد أيضاً

عن رواية الولع

وقفات قصيرة جداًعند روايات قرأتها الولع: عالية ممدوحبعد خمسة عقود من العيش وسط عوالم متخيّلة …